الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              699 [ ص: 356 ] (باب القراءة في صلاة الصبح ) .

                                                                                                                              ونحوه في النووي.

                                                                                                                              (حديث الباب ) .

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ص 179 ج 4 المطبعة المصرية .

                                                                                                                              [(عن سماك بن حرب؛ قال سألت جابر بن سمرة ) رضي الله عنه؛ (عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: كان يخفف الصلاة، ولا يصلي صلاة هؤلاء. قال: وأنبأني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في "الفجر" بـــ"ق" والقرآن " المجيد" ونحوها ) .] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح) وفي رواية أخرى: (وكان صلاته بعد تخفيفا ) .

                                                                                                                              وفي أخرى: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر بالليل إذا يغشى. وفي العصر نحو ذلك. وفي الصبح أطول من ذلك ) .

                                                                                                                              وفي حديث أبي برزة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الغداة من الستين إلى المائة ) .

                                                                                                                              [ ص: 357 ] وفي لفظ: (ما بين الستين إلى المائة ) .

                                                                                                                              قال العلماء: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تختلف في الإطالة، والتخفيف، باختلاف الأحوال.

                                                                                                                              فإذا كان المأمومون يؤثرون التطويل، ولا شغل هناك له ولا لهم، طول. وإذا لم يكن كذلك، خفف.

                                                                                                                              وقد يريد الإطالة، ثم يعرض ما يقتضي التخفيف، كبكاء الصبي ونحوه.

                                                                                                                              وينضم إلى هذا، أنه قد يدخل في الصلاة في أثناء الوقت، فيخفف.

                                                                                                                              وقيل: إنما طول في بعض الأوقات، وهو الأقل، وخفف في معظمها.

                                                                                                                              فالإطالة لبيان جوازها. والتخفيف لأنه أفضل.

                                                                                                                              وقد أمر بالتخفيف. وقال: "إن منكم منفرين فأيكم صلى بالناس فليخفف".

                                                                                                                              وقيل: طول في وقت. وخفف في وقت. ليبين أن القراءة فيما زاد على الفاتحة، لا تقدير فيها من حيث الاشتراط. بل يجوز قليلها وكثيرها.

                                                                                                                              وإنما المشترط الفاتحة. ولهذا اتفقت الروايات عليها. واختلف فيما زاد.

                                                                                                                              [ ص: 358 ] وعلى الجملة؛ السنة التخفيف. كما فعل وأمر للعلة التي بينها.

                                                                                                                              وإنما طول في بعض الأوقات لتحققه انتفاء العلة. فإن تحقق أحد انتفاء العلة طول.

                                                                                                                              وفي أحاديث أخر في الصحيحين: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أخف الناس صلاة في تمام ) .

                                                                                                                              وأنه صلى الله عليه وسلم قال: " إني لأدخل الصلاة أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مخافة أن تفتتن أمه" ) .

                                                                                                                              وفي حديث الباب هذا، دليل على أن قراءة سورة (ق) ونحوها في صلاة الصبح من التخفيف، لا من التطويل.




                                                                                                                              الخدمات العلمية