الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6690 ) مسألة : قال : ( وتقطع الأذن بالأذن ) أجمع أهل العلم على أن الأذن تؤخذ بالأذن ، وذلك لقول الله تعالى : { والأذن بالأذن } . ولأنها تنتهي إلى حد فاصل ، فأشبهت اليد . وتؤخذ الكبيرة بالصغيرة ، وتؤخذ أذن السميع بأذن السميع ، وتؤخذ أذن الأصم بكل واحدة منهما ; لتساويهما ، فإن ذهاب السمع نقص في الرأس ، لأنه محله ، وليس بنقص فيهما . وتؤخذ الصحيحة بالمثقوبة ; لأن الثقب ليس بعيب ، وإنما يفعل في العادة للقرط والتزين به ، فإن كان الثقب في غير محله ، أو كانت مخرومة ، أخذت بالصحيحة ، ولم تؤخذ الصحيحة بها ; لأن الثقب إذا انخرم صار نقصا فيها ، والثقب في غير محله عيب ، ويخير المجني عليه بين أخذ الدية إلا قدر النقص ، وبين أن يقتص فيما سوى المعيب ويتركه من أذن الجاني .

                                                                                                                                            وفي وجوب الحكومة له في قدر الثقب وجهان . وإن قطعت بعض أذنه ، فله أن يقتص من أذن الجاني وتقدير ذلك بالأجزاء ، فيؤخذ النصف بالنصف ، والثلث بالثلث ، وعلى حساب ذلك . وقال بعض أصحاب الشافعي : لا يجزئ القصاص في البعض ; لأنه لا ينتهي إلى حد . ولنا ، أنه يمكن تقدير المقطوع ، وليس فيها كسر عظم ، فجرى القصاص في بعضها ، كالذكر ، وبهذا ينتقض ما ذكروه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية