الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1041 [ ص: 475 ] (باب التشديد في التخلف عن صلاة العشاء والصبح في جماعة )

                                                                                                                              وذكره النووي في الباب المتقدم.

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 153- 154 ج5 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن الأعمش، ، عن أبي صالح، ، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر. ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا. ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام. ثم آمر رجلا فيصلي بالناس. ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ".].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) ، رضي الله عنه (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر. ولو يعلمون ما فيهما ) .

                                                                                                                              أي: من الفضل والخير، ثم لم يستطيعوا الإتيان إليهما إلا حبوا، (لأتوهما ولو حبوا ) ولم يفوتوا جماعتهما في المسجد.

                                                                                                                              [ ص: 476 ] "ففيه" الحث البليغ، على حضورهما. والحبو: حبو الصبي الصغير، على يديه ورجليه.

                                                                                                                              "ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام. ثم آمر رجلا فيصلي بالناس" "فيه" أن الإمام، إذا عرض له شغل، يستخلف من يصلي بالناس.

                                                                                                                              وإنما هم بإتيانهم بعد إقامة الصلاة، لأن بذلك الوقت يتحقق مخالفتهم وتخلفهم، فيتوجه اللوم عليهم.

                                                                                                                              "ثم أنطلق معي برجال، معهم حزم من حطب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة. فأحرق عليهم بيوتهم بالنار".

                                                                                                                              هذا مما استدل به من قال: الجماعة فرض عين.

                                                                                                                              وهو مذهب جماعة منهم: عطاء، والأوزاعي، وأحمد، وأبو ثور، وابن خزيمة، وداود.

                                                                                                                              والحق: أنها سنة مؤكدة.

                                                                                                                              والجواب عن هذا الحديث: أن هؤلاء المتخلفين كانوا منافقين.

                                                                                                                              وسياق الحديث يقتضيه.

                                                                                                                              ولأنه لم يحرق، بل هم به، ثم تركه. ولو كانت فرض عين لما تركه.

                                                                                                                              "وفيه" دليل على أن العقوبة، كانت في أول الأمر بالمال، لأن تحريق البيوت عقوبة مالية.

                                                                                                                              [ ص: 477 ] وقال النووي : أجمع العلماء على منع العقوبة بالتحريق في غير المتخلف عن الصلاة، والغال من الغنيمة.

                                                                                                                              والجمهور على منع تحريق متاعهما.




                                                                                                                              الخدمات العلمية