الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا ياأيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما .

                          [ ص: 64 ] لقد تجلت في الآيات السابقة الحجة ، وتضاءل كل ما أورده اليهود على نبوة نبينا - صلى الله عليه وسلم - من شبهة ، فثبتت هذه النبوة بشهادة الله - تعالى - بما أنزله عليه ، إذ لا يستطيع أحد من الخلق أن يأتي بمثله ، فحسن بعد هذا أن ينذر الذين يصرون على كفرهم ، ويستمرون على صدهم وظلمهم ، وإنما ينذرهم ، عز وجل ، سوء العاقبة ، ويبين لهم مصيرهم من الهاوية ، لذلك قال بعدما تقدم :

                          إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله أي أعرضوا عن طريق الحق والخير الموصلة إلى رضوان الله تعالى ، وحملوا غيرهم على الإعراض عنها بسوء القدوة وتمويه الشبهة قد ضلوا ضلالا بعيدا بسيرهم في سبل الشيطان سيرا حثيثا ، بعدوا به عن سبيل الله بعدا شاسعا حتى لم يعودوا يبصرون ما اتصفت به من الوضوح والاستقامة ، ولا يفقهون أنها هي الموصلة إلى خير العاقبة ومرسى السلامة .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية