الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5646 [ ص: 287 ] 16 - باب: من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم

                                                                                                                                                                                                                              5992 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال: يا رسول الله، أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة، هل لي فيها من أجر؟ قال حكيم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أسلمت على ما سلف من خير". ويقال أيضا عن أبي اليمان: أتحنت. وقال معمر وصالح وابن المسافر: أتحنث. وقال ابن إسحاق: التحنث: التبرر، وتابعهم هشام، عن أبيه. [انظر: 1436 - مسلم: 123 - فتح: 10 \ 424]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث حكيم بن حزام: أنه قال: يا رسول الله، أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة، هل لي فيها من أجر؟ فقال: "أسلمت على ما سلف لك من خير". ويقال أيضا عن أبي اليمان: أتحنت. وقال معمر وصالح وابن المسافر: أتحنث. وقال ابن إسحاق: التحنث: التبرر. تابعهم هشام، عن أبيه.

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث سلف في الزكاة، وفيه: تفضل الله على من أسلم من أهل الكتاب، وأنه يعطي (الكافر) ثواب ما عمله في الجاهلية من أعمال البر، وهو مثل قوله: "إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة كان زلفها" فهذا - والله أعلم - ببركة الإسلام وفضله.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (كنت أتحنث بها)، هو بالمثلثة، أي: أتعبد وأتبرر، كقول ابن إسحاق في الأصل، وأما (أتحنت) بالمثناة فوق، فلا أعلم له وجها.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 288 ] قال بعض العلماء: لا يمتنع أن يجازي من أسلم على ما فعل من الخير في حال كفره، وقد روي عنه - عليه السلام - ، فذكر الحديث السالف.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (من صلة وعتاقة) قال الداودي: فيه أن من أعتق كافرا ثم أسلم يكون له ولاؤه، وهذا لا يؤخذ من هذا الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              قال: وفيه جواز عتق الكافر، وهذا نحو الأول، إلا أن الغالب أن المعتق كافر.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية