الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19011 8335 - (19505) - (4 \ 393) عن أبي موسى الأشعري قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض قومي، فلما حضر الحج حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وحججت، فقدمت عليه وهو نازل بالأبطح، فقال لي: " بم أهللت يا عبد الله بن قيس؟ " قال: قلت: لبيك بحج كحج رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " أحسنت " ثم قال: " هل سقت هديا؟ " فقلت: ما فعلت، فقال لي: " اذهب فطف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم احلل ". فانطلقت ففعلت ما أمرني، وأتيت امرأة من قومي، فغسلت رأسي بالخطمي وفلته، ثم أهللت بالحج يوم التروية، فما زلت أفتي الناس بالذي أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي، ثم زمن أبي بكر رضي الله عنه، ثم زمن عمر رضي الله عنه، فبينا أنا قائم عند الحجر الأسود أو المقام أفتي الناس بالذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاني رجل فسارني، فقال: لا تعجل بفتياك، فإن أمير المؤمنين قد أحدث في المناسك شيئا، فقلت: أيها الناس من كنا أفتيناه في المناسك شيئا، فليتئد، فإن أمير المؤمنين قادم فبه فائتموا، قال: فقدم عمر رضي الله عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين، هل أحدثت في المناسك شيئا؟ قال: نعم، إن نأخذ بكتاب الله عز وجل، فإنه يأمر بالتمام، وإن نأخذ بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يحلل حتى نحر الهدي".

التالي السابق


* قوله: "ثم احلل": أي: أمر بفسخ الحج وجعله عمرة.

* "وفلته": في "المصباح": فليت رأسي فليا، من باب رمى: نقيته من القمل.

[ ص: 416 ] * "بالذي أمرني به": أي: بالتمتع.

* "فسارني": - بتشديد الراء - من السر؛ أي: تكلم معي سرا.

* "فليتئد": - بتشديد التاء - أي: فلا يعجل في العمل بها.

* "فبه": أي: بأمير المؤمنين، لا بفتيانا.

* "بالتمام": بقوله: وأتموا الحج والعمرة لله [البقرة: 196] ومن التمام إتيان كل منهما بسفر جديد.

* "فإنه لم يحلل": والمتمتع بالعمرة يحل قبل ذلك، فلذلك نهيت عن المتعة، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية