الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
19157 8419 - (19654) - (4 \ 407 - 408) عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجمع الله عز وجل الأمم في صعيد واحد يوم القيامة، فإذا بدا لله عز وجل أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون، فيتبعونهم حتى يقحمونهم النار، ثم يأتينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع فيقول: " من أنتم؟ " فنقول: نحن المسلمون. فيقول: " ما تنتظرون؟ " فيقولون: ننتظر ربنا عز وجل. قال: فيقول: " وهل تعرفونه إن رأيتموه؟ " فيقولون: نعم. فيقول: " كيف تعرفونه ولم تروه؟ " فيقولون: نعم. إنه لا عدل له فيتجلى لنا ضاحكا. يقول: " أبشروا أيها المسلمون فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا ".

التالي السابق


* قوله: "فإذا بدا لله": هكذا في النسخ "بدا" من البدو، و"لله" جار ومجرور متعلق به؛ أي: ظهر له تعالى، قيل: وهو خطأ؛ لأنه بمعنى ظهور شيء بعد أن لم يكن، وهو محال في حقه تعالى، إلا أن يؤؤل بمعنى: أراده، والصواب: "بدأ الله" على أن بدأ - بالهمزة - و"الله" - بالرفع - فاعله؛ أي: شرع الله، انتهى.

قلت: والأقرب التأويل بلا تخطئة الرواية بعد ثبوتها، والله تعالى أعلم.

* "أن يصدع": - بفتح الدال - كيمنع؛ أي: يفصل ويقضي.

* "مثل": من التمثيل - على بناء الفاعل أو المفعول - .

* "يقحمونهم": من التقحيم؛ أي: يدخلونهم.

[ ص: 457 ] * "لا عدل": قيل: هو - بفتح العين وكسرها - بمعنى: المثل، ومنهم من فرق بين الكسر والفتح، فقال: - بالفتح - : ما عادله من جنسه، و بالكسر - : ما ليس من جنسه، وقيل: بالعكس، وقيل: - بالفتح - : المثل، وبالكسر - : ما يوازنه، فعلى الأول والثالث ينبغي هاهنا الفتح، وعلى الثاني الكسر، والوجه جواز الوجهين.

* * *




الخدمات العلمية