الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        4376 - حدثنا النضر بن شميل ، ثنا سليمان - وهو ابن المغيرة - ثنا حميد - وهو ابن هلال العدوي - ثنا عبد الله بن مغفل قال : كان عبد الله بن سلام رضي الله عنه يجيء من أرض له على أتان أو حمار يوم الجمعة ، فيبكر ، فإذا قضى الصلاة أتى أرضه ، فلما هاج الناس بعثمان رضي الله عنه قال لهم عبد الله بن سلام رضي الله عنه : لا تقتلوه ، واستعتبوه ، فوالذي نفسي بيده ، ما قتلت أمة نبيها ، فأصلح الله ذات بينهم حتى يهريقوا دم سبعين ألفا ، وما قتلت أمة خليفة ، فأصلح الله ذات بينهم حتى يهريقوا دم أربعين ألفا ، وما هلكت أمة قط حتى يرفعوا القرآن على السلطان ، ثم قال لهم : لا تقتلوه واستعتبوه ، قال : فما نظروا فيما قال فقتلوه .

                                                                                        قال : فجلس على طريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى أتاه علي رضي الله عنه ، فقال له : أين تريد ؟ فقال : العراق ، فقال : لا تأت العراق ، وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالزمه ، ولا أدري هل [ ص: 58 ] ينجيك ، فوالله لئن تركته لا تراه أبدا ، فقال من حوله : دعنا فلنقتله ، قال علي رضي الله عنه : إن عبد الله بن سلام منا رجل صالح .

                                                                                        قال ابن مغفل : وكنت استأذنت ابن سلام في أرض إلى جنب أرضه أن أشتريها ، فقال لي بعد ذلك : هذا رأس أربعين سنة ، وسيكون بعدها صلح ، فاشترها
                                                                                        ، قال سليمان : فقلت لحميد : كيف يرفعون القرآن على السلطان ؟ فقال : ألم تر إلى الخوارج كيف يتأولون القرآن على السلطان .

                                                                                        [ ص: 59 ] [ ص: 60 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية