الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
مسافر اقتدى بمقيم فعليه أن يصلي أربعا ; لأنه التزم متابعة الإمام بالاقتداء به فإن تكلم صلى ركعتين ; لأنه مسافر على حاله ، وإنما كان يلزمه الإتمام لأجل المتابعة ، وقد زال ذلك حين تكلم ، وهذا بخلاف ما لو اقتدى به بنية النفل ثم تكلم فإنه يلزمه قضاء أربع ركعات ; لأن هناك بالشروع يكون ملتزما صلاة الإمام ، وصلاة الإمام أربع ركعات ، وهنا بالشروع ما قصد التزام شيء وإنما قصد إسقاط الفرض عن ذمته وتغير فرضه حكما للمتابعة فإذا انعدمت صار كأنه لم يشرع في صلاته أصلا .

ولو نام هذا المسافر خلف المقيم حتى دخل وقت العصر فعليه أن يصلي أربعا ; لأنه لاحق واللاحق في حكم المقتدي فإن تكلم صلى ركعتين وكذلك إن نوى الإقامة بعدما تكلم ; لأنه بالكلام يخرج عن متابعة الإمام فتبقى نية الإقامة منه بعد خروج الوقت ، وذلك لا يغير فرضه ، فإن قيل هذا إذا كان الواجب عليه عند خروج الوقت ركعتين وهنا الواجب عليه عند خروج الوقت أربع ركعات قلنا : نعم ولكن وجوب الأربع عليه عند خروج الوقت كان من المتابعة ، وقد انعدم ذلك حين تكلم فكان هذا وما لو خرج الوقت [ ص: 106 ] قبل شروعه في الصلاة سواء فلا يتغير فرضه بنية الإقامة

التالي السابق


الخدمات العلمية