الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4281 [ ص: 156 ] 7 - قوله: كنتم خير أمة أخرجت للناس [آل عمران: 110]

                                                                                                                                                                                                                              4557 - حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - كنتم خير أمة أخرجت للناس قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام. [انظر: 3010 - فتح: 8 \ 224]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه: كنتم خير أمة أخرجت للناس قال: خير الناس للناس، تأتون بهم بالسلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام.

                                                                                                                                                                                                                              قيل: الكاف زائدة، أي: أنتم خير أمة، وروى عبد بن حميد عن ابن عباس : هم الذين هاجروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              وقال مجاهد : كنتم خير أمة على هذا الشرط أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر ثم يتبين، وقيل: شهدتم الأنبياء الذين كذبهم قومهم بالبلاغ وقيل: معنى: كنتم ، أي: في اللوح المحفوظ، وقيل: قد آمنتم، وقيل: أهل طريقة؛ لأن الأمة الطريقة، وقيل: نزلت في المهاجرين من مكة إلى المدينة، وبني سليم من الخزرج، وبني حارثة.

                                                                                                                                                                                                                              وقال السدي -فيما حكاه الطبري : قال عمر بن الخطاب : لو شاء الله لقال: أنتم فكنا كلنا، ولكن هذا خاص بالصحابة ومن صنع مثلما صنعوا كانوا خير أمة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 157 ] وفي لفظ: تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا. وعند الرافعي أن رءوس اليهود -وعدد جماعة منهم ابن صوريا- عمدوا إلى مؤمنهم عبد الله بن سلام وأصحابه، فآذوهم لإسلامهم، فنزلت.

                                                                                                                                                                                                                              وقال مقاتل : نزلت في أبي ومعاذ وغيرهما، وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا قالا للمسلمين: ديننا خير مما تدعوننا إليه ونحن خير وأوصل منكم، فنزلت. وقال الربيع: لم تكن أمة أكثر استجابة للإسلام من هذه الأمة. وقال الحسن: نحن آخرها وأكرمها على الله.

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا: "ألا إنكم وفيتم سبعين أمة، أنتم آخرها وأكرمها على الله". ومعنى وأخرجت : أظهرت.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية