الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 536 ] [4 - باب: قوله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم [الإسراء: 70] ]

                                                                                                                                                                                                                              كرمنا وأكرمنا واحد ضعف الحياة وضعف الممات [الإسراء: 75] عذاب الحياة وعذاب الممات خلافك [الإسراء: 76] وخلفك سواء ونأى [الإسراء: 83] تباعد شاكلته [الإسراء: 84]: ناحيته، وهي من شكله صرفنا [الإسراء: 41، 89]: وجهنا قبيلا [الإسراء: 92]: معاينة

                                                                                                                                                                                                                              ومقابلة، وقيل: القابلة؛ لأنها مقابلتها وتقبل ولدها خشية الإنفاق [الإسراء: 100] أنفق الرجل: أملق، ونفق الشيء: ذهب قتورا [الإسراء: 100]: مقترا. للأذقان [الإسراء: 107، 109] مجتمع اللحيين، والواحد: ذقن. وقال مجاهد: موفورا [الإسراء: 63]: وافرا تبيعا [الإسراء: 69]: ثائرا، وقال ابن عباس: نصيرا. خبت [الإسراء: 97]: طفئت. وقال ابن عباس: ولا تبذر [الإسراء: 26]: لا تنفق في الباطل ابتغاء رحمة [الإسراء: 28]: رزق مثبورا [الإسراء: 102]: ملعونا ولا تقف [الإسراء: 36]: لا تقل فجاسوا [الإسراء: 5]: تيمموا. يزجي [الإسراء: 66] الفلك: يجري الفلك يخرون للأذقان [الإسراء: 107، 109]: للوجوه. [فتح: 8 \ 392]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              (ص) (كرمنا وأكرمنا واحد) قال ابن عباس : فضلنا، أي: بالعقل والنطق والتمييز.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 537 ] وقال: ليس من دابة إلا وهي تأكل بفيها إلا ابن آدم فهو يأكل بيده.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( ضعف الحياة وضعف الممات عذاب الحياة وعذاب الممات) أي: ضعفهما، يريد: عذاب الدنيا والآخرة، أي: ضعف ما يعذب به غيره، وهذا تخويف لأمته؛ لئلا يركن أحد من المسلمين إلى أحد من المشركين في شيء من أحكام الله وشرائعه.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( خلافك وخلفك سواء) أي: بعدك، يعني: بعد خروجك كقوله: بمقعدهم خلاف رسول الله [التوبة: 81].

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( ونأى : تباعد) أي: بعد بنفسه عن القيام بالحقوق.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( شاكلته ) سلف الكلام عليها في سورة النحل.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( صرفنا : وجهنا) أي: وبينا من الأمثال وغيرها مما وجب الاعتبار به.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( قبيلا : معاينة ومقابلة)، هو قول قتادة ، (وقيل: كفيلا وقيل: القابلة؛ لأنها مقابلتها وتقبل ولدها) ضبط بعضهم تقبل بضم التاء كما نقله ابن التين، وليس ببين، كأنه من قبل يقبل إذا رضي الشيء وأخذه. قال: ولعله توهم أنه من كفل يكفل، وذلك لا يقال فيه إلا قبل به يقبل: إذا تكفل به.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( خشية الإنفاق أنفق الرجل: أملق، ونفق الشيء: ذهب) أي بكسر الفاء.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 538 ] قال ابن عباس وقتادة : خشية الفقر والفاقة، وقال السدي : خشية أن ينفقوا فيقتروا.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( قتورا : مقترا) أي: بخيلا ممسكا، يقال: قتر يقتر ويقتر قترا، وأقتر إقتارا، وقتر تقتيرا: إذا قصر في الإنفاق.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( للأذقان مجتمع اللحيين، والواحد: ذقن) أي: بفتح القاف، قال ابن عباس : للوجوه، يريد يسجدون بوجوههم وجباههم وأذقانهم، واللام هنا بمعنى على.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( موفورا : وافرا تبيعا : ثائرا) هذا أسنده ابن أبي حاتم من حديث ابن أبي نجيح عنه، ثم قال: وقال ابن عباس : نصيرا، وتبيع بمعنى: تابع.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( خبت : طفئت) يقال: خبت النار تخبو إذا سكن لهبها.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) (وقال ابن عباس : ولا تبذر : لا تنفق في الباطل) أسنده ابن المنذر من حديث عطاء عنه.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( ابتغاء رحمة ) أي: انتظار رزق يأتيك من عند الله.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( مثبورا [الإسراء: 102]: ملعونا) هو قول ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 539 ] وقال غيره: هالكا، قال أبو عبيد : المعروف في الثبور الهلاك، والملعون هالك.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( ولا تقف [الإسراء: 36]: لا تقل) أي: في شيء بما لا تعلم.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( فجاسوا : تيمموا) أي: قصدوا، وقيل: مشوا، وقيل: قهروا وغلبوا، وقيل: الجوس: طلب الشيء باستقصاء، وقال ابن عرفة: معناه عاثوا وأفسدوا.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( يزجي الفلك: يجري الفلك) أي: يسوقه ويسيره حالا بعد حال.

                                                                                                                                                                                                                              (ص) ( يخرون للأذقان : للوجوه) هو قول ابن عباس ، يريد: يسجدون بوجوههم كما سلف.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية