الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4439 [ ص: 547 ] 9 - باب: قوله: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس [الإسراء: 60]

                                                                                                                                                                                                                              4716 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنه - وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس [الإسراء: 60] قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به والشجرة الملعونة [الإسراء: 60]: شجرة الزقوم. [انظر: 3888 - فتح: 8 \ 398]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              حدثنا علي بن عبد الله ، ثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به والشجرة الملعونة في القرآن : شجرة الزقوم.

                                                                                                                                                                                                                              زاد سعيد بن منصور بإسناده: وليست رؤيا منام، وقيل: إنما فتن الناس بالرؤيا والشجرة؛ لأن جماعة ارتدوا وقالوا: كيف يسرى به إلى بيت المقدس في ليلة واحدة، وقالوا لما نزلت شجرت الزقوم طعام الأثيم [الدخان: 43]: كيف تكون في النار شجرة فإنها تأكلها النار، فكانت فتنة لهم، ذكره عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة .

                                                                                                                                                                                                                              فإن قلت: وأين ذكر الله في القرآن لعنها، قلت: قد لعن آكلها والعرب تقول: فكل طعام مكروه ملعون، وهذه الشجرة هي الزقوم كما سلف قيل: هي شجرة غبراء مرة قبيحة الرءوس حكاه ابن المديني.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 548 ] وقيل: هو فعول وهو (الزقم) وهو اللقم الشديد والشرب المفرط، وقيل: من الزقم (وهي) القيء، وفي لغة اليمن كل طعام يتقيأ منه يقال له: زقوم، وقال ثعلب: كل طعام يقتل، والزقم: الطاعون. وحكي في "غرر التبيان" فيه ثلاثة أقوال: شجرة الكشوث تلتوي على الشجر فتجففه، الشيطان: أبو جهل.

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن مردويه من حديث عبد الرزاق عن أبيه عن مناء مولى عبد الرحمن بن عوف أن عائشة رضي الله عنها قالت لمروان: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك ولأبيك ولجدك: "إنكم الشجرة الملعونة في القرآن"، ومن حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما لما ذكر الله الزقوم في القرآن قال أبو جهل: هل تدرون ما الزقوم؟ هو التمر بالزبد، أما والله لئن أمكننا الله بها لتزقمناها تزقما فنزلت: والشجرة الملعونة في القرآن الآية. وعند مقاتل : قال عبد الله بن الزبعرى: إن الزقوم بلسان البربر الزبد. فقال أبو جهل: يا جارية ابغينا تمرا وزبدا وقال لقريش: تزقموا من هذا الزقوم.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 549 ] وعند ابن سيده : لما نزلت آية الزقوم لم تعرفه قريش، فقال أبو جهل: إن هذا ليس ينبت ببلادنا فمن منكم يعرفه؟ فقال رجل قدم عليهم من إفريقية: إن الزقوم بلغة إفريقية الزبد بالتمر.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية