الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 227 ] 1116 قال أبي : فحدثت به ابن عباس رضي الله عنهما ، فقال : وما أعجبك من ذلك ، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا دعي الأشياخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دعاني معهم ، وقال : لا تتكلم حتى يتكلموا ، فدعانا ذات يوم ، أو ذات ليلة ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ما قد علمتم : التمسوها في العشر الأواخر وترا . أي الوتر هي ؟ فقال رجل برأيه : تاسعة ، سابعة ، خامسة ، ثالثة . فقال لي : ما لك لا تتكلم يا ابن عباس ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن شئت تكلمت ، فقال : ما دعوتك إلا لتتكلم . قال : إنما أقول برأيي ، قال : عن رأيك أسأل . فقلت : إني سمعت الله تعالى أكثر ذكر السبع ، فذكر السماوات سبعا ، والأرضين سبعا ، حتى قال فيما قال : وما أنبتت الأرض سبعا ، فقال : كل ما قد قلت عرفته غير هذا ، ما تعني بقولك : وما أنبتت الأرض سبعا ؟ فقال : إن الله تعالى يقول : ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ، فالحدائق كل ملتف حديقة ، والأب ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس . فقال عمر رضي الله عنه : أعجزتم أن تقولوا مثل ما قال هذا الغلام الذي لم يستو سوى رأسه . ثم قال لي : إني كنت نهيتك أن تتكلم معهم ، فإذا دعوتك ، فتكلم معهم .

                                                                                        قلت : روى أحمد حديث عمر المرفوع منه حسب .

                                                                                        [ ص: 228 ] [ ص: 229 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية