الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 27 ] 1001 وقال الحارث ، حدثنا أبو الحسن بشر بن أبي بشر البصري ، أخبرني الوليد بن عبد الواحد الحراني ، ثنا حيان البصري ، عن إسحاق بن نوح ، عن محمد بن علي ، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل على أسامة بن زيد رضي الله عنهما فقال : يا أسامة عليك بطريق الجنة ، وإياك أن تختلج دونها . فقال : يا رسول الله ، ما أسرع ما يقطع به ذلك الطريق ؟ قال صلى الله عليه وسلم : الظمأ في الهواجر ، وحبس النفس عن لذة النساء . يا أسامة ، وعليك بالصوم ; فإنه يقرب إلى الله عز وجل ، إنه ليس شيء أحب إلى الله تعالى من ريح فم الصائم ، ترك الطعام والشراب لله تعالى ، فإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل ، فإنك تدرك بذلك شرف المنزل في الآخرة ، وتحل مع النبيين ، فتفرح بقدوم روحك عليهم ، ويصلي عليك الجبار ، فذكر الحديث ، وفيه : واعلم يا أسامة أن أقرب الناس من الله تعالى يوم القيامة لمن طال حزنه وعطشه وجوعه في الدنيا . وسيأتي إن شاء الله بتمامه في الزهد .

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية