الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      2136 حدثنا يحيى بن معين ومحمد بن عيسى المعنى قالا حدثنا عباد بن عباد عن عاصم عن معاذة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذننا إذا كان في يوم المرأة منا بعدما نزلت ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء قالت معاذة فقلت لها ما كنت تقولين لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كنت أقول إن كان ذلك إلي لم أوثر أحدا على نفسي [ ص: 138 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 138 ] ( يستأذنا ) : وفي بعض النسخ يستأذننا ( في يوم المرأة ) : بإضافة يوم إلى المرأة أي يوم نوبتها إذا أراد أن يتوجه إلى الأخرى ترجي : بالهمزة والياء قراءتان متواترتان من أرجأ مهموزا أو منقوصا أي تؤخر وتترك وتبعد من تشاء : أي مضاجعة من تشاء وتؤوي إليك من تشاء : أي تضمها إليك وتضاجعها .

                                                                      قال الحافظ في الفتح في تأويل ترجي أقوال أحدها تطلق وتمسك ، ثانيها تعتزل من شئت منهن بغير طلاق وتقسم لغيرها ثالثها تقبل من شئت من الواهبات وترد من شئت انتهى .

                                                                      قال البغوي : أشهر الأقاويل أنه في القسم بينهن وذلك أن التسوية بينهن في القسم كان واجبا عليه ، فلما نزلت هذه الآية سقط عنه وصار الاختيار إليه فيهن ( إن كان ذاك ) : أي الاستئذان ( إلي ) : بتشديد الياء ( لم أوثر أحدا على نفسي ) .

                                                                      قال النووي : هذه المنافسة فيه - صلى الله عليه وسلم - ليست لمجرد الاستمتاع ولمطلق العشرة وشهوات النفوس وحظوظها التي تكون من بعض الناس ، بل هي منافسة في أمور الآخرة والقرب من سيد الأولين والآخرين ، والرغبة فيه وفي خدمته ومعاشرته والاستفادة منه ، وفي قضاء لحقوقه وحوائجه وتوقع نزول الرحمة والوحي عليه عندها ونحو ذلك . انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية