الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      2257 حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا سفيان بن عيينة قال سمع عمرو سعيد بن جبير يقول سمعت ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين حسابكما على الله أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها قال يا رسول الله مالي قال لا مال لك إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها وإن كنت كذبت عليها فذلك أبعد لك

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( حسابكما ) : أي محاسبتكما وتحقيق أمركما ومجازاته ( على الله أحدكما [ ص: 279 ] كاذب ) : أي في نفس الأمر ونحن نحكم بحسب الظاهر ( لا سبيل لك عليها ) : أي لا يجوز لك أن تكون معها بل حرمت عليك أبدا .

                                                                      واستدل به من قال بوقوع الفرقة بنفس اللعان من غير احتياج إلى تفريق الحاكم ، وقد تقدم بعض الكلام فيه ( قال يا رسول الله مالي ) : هو فاعل فعل محذوف أي أيذهب مالي وأين يذهب مالي الذي أعطيتها مهرا ( قال لا مال لك ) : أي باق عندها ( فهو بما استحللت من فرجها ) : أي فمالك في مقابلة وطئك إياها . وفيه أن الملاعن لا يرجع بالمهر عليها إذا دخل عليها ، وعليه اتفاق العلماء ، وأما إن لم يدخل بها فقال أبو حنيفة ومالك والشافعي لها نصف المهر وقيل لها الكل وقيل لا صداق لها ( فذلك ) : أي عود المهر إليك ( أبعد لك ) : لأنه إذا لم يعد إليك حالة الصدق فلأن لا يعود إليك حالة الكذب أولى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية