الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3745 باب منه

                                                                                                                              وهو في النووي في : ( الباب المتقدم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 176 ج 13 المطبعة المصرية



                                                                                                                              [عن عائشة، قالت: كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في سقاء، يوكى أعلاه. وله عزلاء. ننبذه غدوة، فيشربه عشاء. وننبذه عشاء، فيشربه غدوة].

                                                                                                                              [ ص: 496 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 496 ] (الشرح)

                                                                                                                              ( عن عائشة) رضي الله عنها ؛ ( قالت : كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم ؛ في سقاء ، يوكأ أعلاه) . قال النووي : هذا مما رأيته يكتب ، ويضبط فاسدا . وصوابه : " يوكى " بالياء غير مهموز . ولا حاجة إلى ذكر وجوه الفساد ، التي قد يوجد عليها .

                                                                                                                              ( وله عزلاء) . بفتح العين وإسكان الزاي ، وبالمد . وهو الثقب الذي يكون في أسفل المزادة والقربة .

                                                                                                                              ( ننبذه غدوة ؛ فيشربه عشاء) . بكسر العين وفتح الشين ، وبالمد . وضبطه بعضهم : "عشيا " بفتح العين وكسر الشين ، وزيادة ياء مشددة .

                                                                                                                              قال القرطبي : هذا يدل على أن أقصى زمان الشراب : ذلك المقدار .

                                                                                                                              فإنه لا يخرج حلاوة التمر أو الزبيب ، في أقل من ليلة ويوم .

                                                                                                                              والحاصل : أنه يجوز شرب النبيذ ، ما دام حلوا . غير أنه إذا اشتد الحر : أسرع إليه التغير في زمان الحر دون زمان البرد .

                                                                                                                              ( وننبذه عشاء ؛ فيشربه غدوة)

                                                                                                                              قال النووي : هذا ليس مخالفا لحديث ابن عباس ؛ في الشرب إلى [ ص: 497 ] ثلاث. لأن الشرب في يوم ؛ لا يمنع الزيادة . وقال بعضهم : لعل حديث " عائشة " كان زمن الحر ، وحيث يخشى فساده في الزيادة على يوم . وحديث " ابن عباس " في زمن يؤمن فيه التغير قبل الثلاث .

                                                                                                                              وقيل : حديث عائشة محمول على نبيذ قليل ؛ يفرغ في يومه .

                                                                                                                              وحديث " ابن عباس " في كثير لا يفرغ فيه . والله أعلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية