الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3565 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي حدثنا ابن عياش عن شرحبيل بن مسلم قال سمعت أبا أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ولا تنفق المرأة شيئا من بيتها إلا بإذن زوجها فقيل يا رسول الله ولا الطعام قال ذاك أفضل أموالنا ثم قال العارية مؤداة والمنحة مردودة والدين مقضي والزعيم غارم

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( الحوطي ) : بالطاء المهملة منسوب إلى الحوط قرية بحمص قاله السيوطي ( قد أعطى كل ذي حق حقه ) : أي بين حظه ونصيبه الذي فرض له ( ولا تنفق المرأة شيئا إلخ ) : سبق الكلام عليه في باب عطية المرأة بغير إذن زوجها ( ذلك ) : أي الطعام ( ثم قال ) : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العارية مؤداة ) : قال التوربشتي : أي تؤدى إلى صاحبها ، واختلفوا في تأويله على حسب اختلافهم في الضمان ، فالقائل بالضمان يقول تؤدى عينا حال القيام وقيمة عند التلف .

                                                                      وفائدة التأدية عند من يرى خلاف إلزام المستعير مؤنة ردها إلى مالكها ( والمنحة ) : بكسر فسكون ما يمنحه الرجل صاحبه أي يعطيه من ذات در ليشرب لبنها أو شجرة ليأكل ثمرها أو أرضا ليزرعها ( مردودة ) : إعلام بأنها تتضمن تمليك المنفعة لا تمليك الرقبة [ ص: 379 ] ( والدين مقضي ) : أي يجب قضاؤه ( والزعيم ) : أي الكفيل والزعامة الكفالة ( غارم ) : أي يلزم نفسه ما ضمنه . والغرم أداء شيء يلزمه . والمعنى أنه ضامن ، ومن ضمن دينا لزمه أداؤه .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي وابن ماجه مختصرا ، وقال الترمذي : حسن صحيح ، وذكر الاختلاف في رواية إسماعيل بن عياش .




                                                                      الخدمات العلمية