الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3288 حدثنا أبو داود قال قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد أخبركم ابن وهب قال أخبرني مالك عن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يأتي ابن آدم النذر القدر بشيء لم أكن قدرته له ولكن يلقيه النذر القدر قدرته يستخرج من البخيل يؤتي عليه ما لم يكن يؤتي من قبل [ ص: 87 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 87 ] ( لا يأتي ابن آدم ) منصوب لأنه مفعول ( النذر ) بالرفع فاعل لا يأتي ( القدر ) مفعول ثان ( بشيء لم أكن قدرته ) أي الشيء والجملة صفة لقوله : بشيء ، وهو من الأحاديث القدسية ولكنه ما صرح برفعه إلى الله تعالى ( له ) أي لابن آدم ( ولكن يلقيه ) بضم الياء من الإلقاء أي ابن آدم ( النذر ) فاعله ( القدر ) أي إلى القدر ( قدرته ) والجملة صفة لقوله : القدر ( يؤتى ) أي يعطى البخيل ( عليه ) أي على ذلك الأمر الذي بسببه نذر ، كالشفاء ( ما لم يكن يؤتى ) أي يعطي البخيل ( عليه ) أي من قبل النذر .

                                                                      وفي رواية لمسلم فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرجه والحديث وجد في بعض النسخ الصحيحة . وليس من رواية اللؤلئي : العبد عن أبي داود . والعجب من الحافظ المزي فإنه لم يذكره أصلا في الأطراف فإنا راجعنا نسختين من الأطراف فلم نجد فيهما هذا الحديث في ترجمة مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة .

                                                                      وقال الحافظ في الفتح في باب الوفاء بالنذر تحت قوله : في رواية شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة : لم أكن قدرته هذا من الأحاديث القدسية لكن سقط منه التصريح بنسبته إلى الله عز وجل ، وقد أخرجه أبو داود في رواية ابن العبد عنه من رواية مالك ، والنسائي وابن ماجه من رواية سفيان الثوري كلاهما عن أبي الزناد ، وأخرجه مسلم من رواية عمرو بن أبي عمرو عن الأعرج .

                                                                      وعند البخاري في أواخر كتاب القدر من طريق همام عن أبي هريرة ولفظه لم يكن قدرته .

                                                                      وفي رواية للنسائي لم أقدره عليه .

                                                                      وفي رواية ابن ماجه إلا ما قدر له ولكن يغلبه النذر فأقدر له . [ ص: 88 ] وفي رواية مالك بشيء لم يكن قدر له ولكن يلقيه النذر إلى القدر قدرته وفي رواية مسلم لم يكن الله قدره له وكذا وقع الاختلاف في قوله فيستخرج الله به من البخيل ففي رواية مالك " فيستخرج به " على البناء لما لم يسم فاعله وكذا في رواية ابن ماجه والنسائي وعبدة ولكنه شيء يستخرج به من البخيل وفي رواية همام ولكن يلقيه النذر وقد قدرته له أستخرج به من البخيل . وفي رواية مسلم ولكن النذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج انتهى كلام الحافظ .




                                                                      الخدمات العلمية