الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعراض الموسوس عن الوساوس التي تعرض له أثناء غسل أعضاء الوضوء

السؤال

بما أن الموالاة شرط لصحة الوضوء، وتكون بعدم تأخير غسل العضو حتى يجف الذي قبله، لكن عند غسل الأرجل يكون الرأس جافا حيث إنه يمسح ولكن الأذن تكون مبللة. فهل يصح أن أكمل الوضوء. وللعلم أنا أعاني من الوسواس وأمضي وقتا وأنا أمسح الأذن حتى أضمن أن ظاهر الأذن وباطنها مسح.
أيضا إذا أخرت مسح الرأس حتى جفت يدي اليمنى دون اليسرى. فهل يجوز أن أكمل الوضوء؟
وفي حالة ما إذا جف كامل العضو ولم يبق عليه إلا قطرات يسيرة جداً من الماء. هل يجوز غسل العضو الذي يليه وإكمال الوضوء؟
أرجو ألا تحيلوني لأجوبة سابقة لأن إجابتكم ستكون سببا بعد إذن الله في تخفيف معاناتي في إعادة الوضوء.
بارك الله فيكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الوسوسة فنحن ننصحك بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فلا تغسلي العضو أكثر من ثلاث مرات، والرأس والأذن يمسحان معا مرة واحدة فلا تزيدي عليها مهما وسوس لك الشيطان، واعلمي أن الإسباغ يكفي فيه غلبة الظن، فإذا غسلت أحد أعضائك ثم وسوس لك الشيطان بأن الماء لم يعم العضو أو بأنك لم تسبغي الطهارة فأعرضي عن هذا كله ولا تلتفتي إلى شيء منه، وإذا فعلت هذا زال عنك كل إشكال بإذن الله، واعلمي كذلك أن مسح الأذن سنة عند الجماهير, وتركه أصلا لا يؤثر على صحة الوضوء، كما أنك قد تتوهمين جفاف العضو بسبب الوسوسة ولا يكون الأمر كذلك، فلا تبالي بهذه الوساوس والأوهام فإنها من كيد الشيطان، والقائلون باشتراط الموالاة وأن جفاف العضو يقطعها يستثنون ما إذا جف بسبب إزالة وسوسة أو إزالة وسخ كما نص على ذلك فقهاء الحنابلة، والذي نرى لك أن تعملي في حكم الموالاة بقول من لا يوجبها وهو قول الحنفية والشافعية، فلا تشغلي نفسك بأمر الموالاة حتى يذهب الله عنك ما تجدين من الوسوسة، واعلمي أن طهارتك صحيحة إن شاء الله والحال ما ذكر حتى على القول بوجوب الموالاة. وينبغي لك أن تجتهدي في مدافعة الوساوس ومجاهدتها إلى أن يذهبها الله عنك بمنه وكرمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني