الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يُعطَى الأب المبذر الذي يطلب من أولاده المال

السؤال

أبي مبذر للمال، ويطلب من البنات المال، مع العلم أنهن متزوجات، إحداهن تعمل والأخرى لا تعمل، هذا الأب يأكل الربا، ويقترض كثيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا أن جمهور أهل العلم على أنه لا يحق للأب أن يأخذ من مال ولده إذا لم يكن محتاجا، خلافا للحنابلة؛ فراجعي الفتوى رقم: 140298. ومهما أمكن الولد أن يبر أباه بإعطائه ما طلب فهو أولى، وكونه قد ينفق هذا المال في الحرام لا يمنع شرعا من إعطائه، إلا إذا علم أنه طلب هذا المال لينفقه في الحرام، فلا يجوز في هذه الحالة إعطاؤه المال وإلا كان معينا له على الحرام ، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

وننبه إلى أن من أعظم الإحسان إلى مثل هذا الأب مناصحته بالمعروف فيما يأتي من منكرات وخاصة التعامل بالربا، والسعي في هدايته، والدعاء له بالخير.

وننبه كذلك إلى أنه عموما ينبغي للمسلم أن لا يقدم على الاقتراض إلا عند الحاجة، لما يترتب على ذلك من شغل ذمته بحقوق الآخرين، كما أن عليه أن يحسن النية والقصد في العزم على أداء الدين متى ما كان ذلك ممكنا. فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني