الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( الثالث )

قال النسفي في بحر الكلام : إن الإيمان لا يوزن لأنه ليس له ضد يوضع في كفة الميزان الأخرى ؛ لأن ضده الكفر ، والإيمان والكفر لا يكونان في الإنسان الواحد .

قلت : هذا وزن كلمة الإخلاص ، وهي أس الإيمان ، وانتصر القرطبي للنسفي كالحكيم الترمذي ، وأجاب عن كلمة الإخلاص بأنها تكون إيمانا أول مرة ، وبعد ذلك تكون من حسناته .

قال : ويدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم : بلى إن لك عندنا حسنة ، ولم يقل : إن لك عندنا إيمانا ، وقد سئل - صلى الله عليه وسلم - عن لا إله إلا الله من الحسنات هي ؟ " من أعظم الحسنات " رواه البيهقي ، وغيره .

قلت :

وفيه نظر لا يخفى . ( فإن قيل ) ما الحكمة في الوزن مع أن الله عالم بكل شيء فيعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ؟ ( أجاب ) الثعلبي بأن الحكمة في ذلك تعريف الله عبيده ما لهم عنده من الجزاء من خير أو شر .

وقال العلامة الشيخ مرعي : بل الحكمة فيه إظهار العدل وبيان الفضل حيث أنه يزن مثقال الذرة من خير أو شر ( وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية