الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( الثالث ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصحيح : آياته - صلى الله عليه وسلم - المتعلقة بالقدرة والفعل والتأثير أنواع ، ( منها ) ما هو في العالم العلوي كانشقاق القمر وحراسة السماء بالشهب الحراسة التامة ومعراجه إلى السماء ، قال : وإنما جعل الآية في انشقاق القمر دون الشمس وسائر الكواكب لأنه أقرب إلى الأرض من الشمس والنجوم ، وكان الانشقاق فيه دون أجزاء الفلك لأنه جسم مستنير فيظهر فيه الانشقاق لكل من يراه ظهورا لا يتمارى فيه ، وإذا قبل الانشقاق فقبول محله أولى بذلك ، قال : وفيه حكمتان عظيمتان إحداهما كونه من آيات النبوة ، والثانية أن فيه دلالة على جواز انشقاق الفلك وأن ذلك دليل واضح على ما أخبرت به [ ص: 294 ] الرسل - عليهم الصلاة والسلام - من انشقاق السماوات خلافا للفلاسفة في زعمهم أن الفلك لا يقبل الخرق والالتئام والله أعلم ، ( ومنها ) ما هو في الجو كاستسقائه واستصحائه - صلى الله عليه وسلم - وطاعة السحاب في حصوله وذهابه ، ( ومنها ) تصرفه في الحيوانات الإنس والجن والبهائم ، ( ومنها ) تصرفه في الأشجار والخشب والأحجار ، ( ومنها ) تأييده بملائكة السماء ، ( ومنها ) كفاية الله تعالى له أعداءه وعصمته من الناس ، ( ومنها ) إعلامه بالمغيبات الماضية والمستقبلة ، ( ومنها ) تأثيره في تكثير الماء والشراب والطعام والثمار ، وغير ذلك من دلائل نبوته وأعلام رسالته ومعجزاته الظاهرة وآياته الباهرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية