الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر قتل بكتمر صاحب خلاط

في هذه السنة ، أول جمادى الأولى قتل سيف الدين بكتمر ، صاحب خلاط ، [ ص: 124 ] وكان بين قتله وموت صلاح الدين شهران ، فإنه أسرف في إظهار الشماتة بموت صلاح الدين ، فلم يمهله الله تعالى ، ولما بلغه موت صلاح الدين فرح فرحا كثيرا ، وعمل تختا جلس عليه ، ولقب نفسه بالسلطان المعظم صلاح الدين ، وكان لقبه سيف الدين ، فغيره ، وسمى نفسه عبد العزيز ، وظهر منه اختلال وتخليط ، وتجهز ليقصد ميافارقين يحصرها ، فأدركته منيته .

وكان سبب قتله أن هزار ديناري ، وهو أيضا من مماليك شاه أرمن ظهير الدين ، كان قد قوي وكثر جمعه ، وتزوج ابنة بكتمر ، فطمع في الملك ، فوضع عليه من قتله ، فلما قتل ملك بعده هزار ديناري بلاد خلاط وأعمالها .

وكان بكتمر دينا ، خيرا ، صالحا ، كثير الخير ، والصلاح ، والصدقة ، محبا لأهل الدين ، والصوفية ، كثير الإحسان إليهم ، قريبا منهم ، ومن سائر رعيته ، محبوبا إليهم ، عادلا فيهم ، وكان جوادا شجاعا عادلا في رعيته ، حسن السيرة فيهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية