الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع

                                                                                                                في الكتاب : إذا اكتراها سنة فحصد زرعه فهي سنة أرض المطر لا يزاد على الحصاد ، وسنة السقي سنة فرقت بينهما العادة ، فإن تمت وفيها زرع صغير فعلى رب الأرض بقاؤه إلى تمامه بكراء مثله على نسبة الكراء الأول ، قال غيره : إن بقي بعد الحصاد ما لا يتم فيه زرع لا يزرع ، فإن فعل فعليه الأكثر من الكراء الأول ; لأنه رضي به أو كراء المثل ; لأنه استوفى المنفعة بغير عقد ، وقال ( ش ) وأحمد : يجب كراء المثل إن بقي الزرع بغير تقصير ، وإلا فله ، فلعله للتعدي ، قال صاحب النكت : معنى كراء المثل على نسبة الكراء الأول : أن يقال : كم كراؤها في السنة الثانية ؟ فإن كان أمد البقاء الربع : فله ربع المسمى ، قال ابن يونس : يقوم كراء الزيادة ، فإن كانت ربع السنة ضم لكراء السنة ، كما لو تعطل من السنة بعضها بغرق فشبهت الزيادة بالنقص ، ولما دخل [ ص: 471 ] رب الأرض على توقع تأخير الزرع وتقديمه لحر الأرض وبردها : لم يجعل ابن القاسم الزارع متعديا ، ولذلك اعتبر الكراء الأول ، وعلى قول الغير : لو علم به رب الأرض لما زرع ما لا يحصد في بقية السنة ، فله بحساب الكراء الأول ; لأنه رضي بذلك ، وقال الغير في الدابة يكتريها مدة فيتجاوزها ، قال ابن حبيب : إذا لم يبق إلا نحو الشهرين وما لا ينتفع به في الزرع امتنع إحداث الزرع إلا بالإجارة ، ولا يحط شيء ، وربها أحق بها ، ولا يمنعه ; لأنه مضار بالمنع ، فإن جدد زرعا عالما ببقائه المدة الكثيرة خيرت بين إفساد زرعه لأنه متعد ، وإقراره بالأكثر من كراء المثل ; لأنه متعد أو الكراء المتقدم .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية