الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجعل أهلي يتقبلون زوجتي ويحبونها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا خاطب فتاة منذ سنة، أحبها وتحبني، أجد معها راحتي وطريقي وهي كذلك، ولكنني لا أجد رغبة أهلي بها، لا يرغبون بمساعدتها أو الحديث معها على أنها زوجة ابنهم المستقبلية، وكثيرا ما يضايقونها، خطيبتي كانت لا تخبرني حتى لا تشغل بالي وتضغط علي، على أمل أنها تحاول أن تدخل قلوبهم بالحب والمودة، ولكنني لا أجد أملا، وهذا يضايقني كثيرا، وتزعجني مضايقتهم لها، مع عدم مراعاة شعوري أو شعورها، ماذا أفعل؟ وخاصة أن زفافنا اقترب -والحمد لله-.

كيف لي أن أدخل الحب والود في قلوب أهلي لخطيبتي؟ على الرغم أنني حاولت مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى، وخطيبتي تتحمل من منظور أنهم أهلها وبيت زوجها وحتى لا تزعجني، هل هذه المعاملة ترضي الله ورسوله؟ بالطبع لا.

أريد حلا، جزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل-، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، شكرًا على هذا السؤال الرائع، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين الفتاة المذكورة على الخير وفي الخير.

أرجو أن تعلم أن الغيرة دائمًا تُوجد بين النساء، خاصة نحن في زمانٍ تربَّى فيه الناس على ثقافة المسلسلات وشاهدوا مثل هذه المواقف السالبة في العلاقات وخاصة بين النساء، ولذلك أرجو أن تستمر في توفير الدعم المعنوي لهذه الخطيبة التي ستُصبحُ زوجة، وتجتهد أيضًا في ذِكْرِ محاسنها، وتنقل إليها أيضًا أحسن ما تسمعه من أهلك.

دورك عظيم الآن في أن تنقل من كلامها الجميل إلى أهلك، وتنقل كلامهم الجميل إليها، وتُخفي ما سِوى ذلك من المشاعر السالبة، واعلم أن المرأة تستطيع أن تصبر إذا وجدتْ دعمًا معنويًّا من زوجها، ومثل هذه الأمور بكل أسف تحدث، ولكن هذه الفتاة تستطيع إن شاء الله أن تدخل إلى قلوبهم بصبرها، وباحتمالها، وبمقابلة الإساءة بالإحسان، وأنت من جانبك تُكرمُها وتُبالغ في إكرامها، وتُقدِّرُ معاناتها.

لا ننصحك بمناقشة الأهل في هذه المسألة، ولكن كلما تجد فرصة اذكر الأشياء الجميلة التي تذكرُها هذه الفتاة عنهم، وحاول دائمًا أن تُقرِّب بين الطرفين بهذه الطريقة، وأرجو أيضًا ألَّا تُقاطع أهلك لأجل هذا السبب، ولكن وفِّرْ لزوجتك الدعم المعنوي، واعلم أن المرأة إذا وجدتْ تشجيعًا ووجدتْ تفهُمًا ووجدتْ تقديرًا للموقف من زوجها فإنها يمكن أن تصبر مهما اشتدَّتْ عليها الصعاب.

يبدو أن الفتاة التي خطبتها عاقلة وناضجة، وأيضًا أنت كن على نفس المستوى، ونشكر لك هذا الحرص، ولكن لا تُخاصم أهلك من أجلها، ولكن وفّرْ لها الدعم المعنوي، واطلبْ منها أن تصبر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُغيِّر الأحوال، وقطعًا بعد الزواج -يعني- ستتغيَّر جزء من هذا، لأنها ستكون معهم، وستجد هناك مَن يُناصر ومن يكون بجانبها، يعني: ستختلف هذه الخريطة التي تَسُرُّك في العلاقات، ولكن الشرطُ في هذا هو أن تكون أنت حكيمًا، وأن تكون الزوجة صبورة، وأن تحتمل بعض المواقف الصعبة، وأنت أيضًا توفّرْ لها التشجيع والدعم المعنوي.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق، ومبروك مقدما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً