الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواب شبهة حول وطء ملك اليمين

السؤال

كيف نرد على الذين يقولون إن الزواج مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانهم، وقصدهم في ما ملكت أيمانهم أنهم من غير زواج يعني زنا، أريد أن أعرف ما ملكت أيمانهم يبقى زواجا من غير حقوق على أساس أنها هي ملك يمينه، أنا أريد تفسيرا أرد به على الذين يتحججون أن الآيات القرآنية ضعيفة والعياذ بالله.
أنا يمكن أن أكون لا أعرف كيف أوضح وجهة نظري، لكن هناك مسيحي يسألني ويقول ما هو: ما ملكت أيمانكم، يعني زنى، بالله عليكم أريد تفسيرا سهلا يمكنني من شرح الموضوع.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

وطء ملك اليمين هو وطء الرجل لأمته التي يملكها ملكاً صحيحاً وله التصرف فيها كبقية أمواله، وله وطؤها بذلك الملك، ووطؤه شرعي صحيح وليس زنى ولا يقول ذلك إلا جاهل بأحكام الشرع، ولا ينبغي للعامة مجادلة من يقول ذلك وأمثاله ممن يقذفون الشبه لصد المسلمين وتشكيكهم في دينهم، بل يردون إلى أولي العلم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا معنى ملك اليمين والمقصود به في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6186، 96456، 4341.

وبناء عليه فالمقصود بوطء ملك اليمين هو وطء الرجل لأمته التي يملكها ملكاً صحيحاً وهي رقيقة عنده يتصرف فيها بالبيع والهبة وغيرهما، وليس المقصود به وطء الأجنبية الذي هو زنى، ومن يقول ذلك فهو ضال أو جاهل ولا ينبغي مجادلته، وإنما بيان الحق والمراد له، فإن اقتنع به فبها ونعمت، وإلا فينبغي الكف عنه، سيما إن كان من أصحاب الشبه والجدل، فأولئك لا يريدون الحق وإنما يريدون صد الناس عنه وقذف الشبه لتشكيك أصحابه فيه، ولذا حذر أهل العلم من مجالستهم ومجادلتهم، فالذي يتصدى لأمثال هؤلاء هم أهل العلم، قال الله تعالى: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً {النساء:83}.

فلا ينبغي للجاهل محاورة أولئك لأن الشبهة قد تقع موقعها من قلبه فلا يستطيع ردها وهي داحضة باطلة قريبة لو عرضت على أهل العلم.

وللمزيد ننصحك بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6069، 12210، 22018، 52718.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني