الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتدارك تقصيرك في حق والدك بعد موته

السؤال

أبي توفي رحمه الله رحمة واسعة وأشعر أني كنت مقصرة في حقه في الدنيا أي لم أهتم به الاهتمام الكافي ولم أشعره بحبي وذلك لاختلافنا في بعض الأمور، وأحيانا كنت أتكلم معه فى بعض الأمور التي ألاحظها عليه وكان يغضب مني، ولكني والله كنت أفعل ذلك من أجل مصلحته وخوفي عليه من الله، وكنت أحيانا أدعو له بالهداية والصلاح، وأحيانا كنت أخاصمه ولا أتكلم معه وهو أيضا كان يكتم مشاعره عنا أي لا يبين لنا بعض الحنان مما كان يشعرنا بأنه لا يهتم بنا، ولكن اتضح لي بعد فوات الأوان أنه كان يحبنا ونحن أيضا نحبه، سؤالي هو: كيف أعوضه كل ما كان يعانيه منا وأريد أن يسامحنى فهل يشعر بي وأنا أخاطبه كي يسامحني، عند إخراج الصدقة هل يجب أن أخرج مبلغا خاصا به وحده كصدقة وأخرج عن نفسي صدقة أخرى خاصة بي أم يمكن أن أخرج مبلغا واحدا وأقول إنه صدقة عني ولأبى مثل ثوابه، أو اللهم اجعل لأبي نصيبا من صدقتي، أبي ليس عليه صيام فرض لم يصمه، هل يمكن أن أصوم بعض الأيام كتطوع وأهدي ثواب الصيام لأبي؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك تدارك ما تشعرين به من تقصير في حق والدك، وأولى ما تفعلينه في سبيل ذلك وأيسره هو الدعاء والاستغفار له، وتخيري في ذلك ساعات الإجابة، ولا يشغلنك شعور أبيك بعملك أو عدم شعوره، فالله هو السميع العليم.

كذلك قضاء ما عليه من حقوق إن وجدت، وصلة أهله ومن يحبهم.

والصدقة عنه تعتبر من أفضل ما يهدى له، والأحسن أن تخصيه بصدقة على حدة، وإن أشركته في ثواب صدقتك فلا حرج في ذلك، وإهداء ثواب القربات إلى الأموات مشروع يصلهم بإذن الله تعالى، ومن ذلك ثواب الصيام.

وللفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10602، 35491، 44041، 53063، 55045.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني