الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتوب من تفعل ما لا يليق حين تنفرد بنفسها

السؤال

أنا عندي مشكلة خطيرة في نفسي فأنا عمري 27 سنة وغير متزوجة ومنتـقبة، ومن الخارج فأنا مسلمة ممتازة يتمنى الناس أن تصبح بناتهم مثلي، ولكن في داخلي أنا أعتبر نفسي إنسانة غير سوية أول ما أكون وحدى أمارس العادة السرية وانزلقت بنفسي إلى مواقع بالإنترنت التي بها تلك الصور الجنسية، وقد تجاوزت التحدث مع أحد الشباب الذين لا أعرفهم بالنت إلى ممارسته معه على الشات، أنا أعرف أني مخطئة لكن المشكلة هي أنني كل مرة أفعل هذا أندم أشد الندم بعدها وأحاول التوبة والاستغفار ولكن ما ألبث إلى أن أعود مرة أخرى وبشدة أكثر من الأول، أحس أني محتاجة لإشباع رغبتي -وقد تزوجت كل من هن فى سني وأنا أحس برغبتي لذلك ثم أندم من جديد- أنا أعلم أني عاصية وأقسم أني أخاف أن أموت وأنا على هذا الحال وأعلم أن الله يمنع نعمه عني بمعصيتي، ولكن للأسف رغبتي قوية علي وبحكم عملي فأنا أستخدم الإنترنت كثيراً، فماذا أفعل أريد التوبة والرجوع إلى الله ولكن كل مرة أرجع بلساني فقط وليس بقلبي، وإذا انقطعت فترة أعود مرة أخرى، فارجوكم أنا بحاجة ليد تنقذني من الجارف الهار الذى اقترب من الانهيار بي- أقسم بالله أنى أريد التوبة والعفة ولكن لا أعرف كيف أخرج من تلك الدائرة، فهل أجد لديكم من يمد لي يد العون؟ وجزاكم الله خيراً.. وشكراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الواجب أن تخلصي التوبة لله، وتبتعدي عن الإنترنت وتبحثي عن رفقة صالحة، وتواظبي على الدعاء بأن يصرف الله عنك الجموح والأخلاق السيئة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن ما ذكرته عن نفسك من أنك من الخارج مسلمة ممتازة، وعندما تكونين وحدك تمارسين الممارسات التي لا تليق، وتتابعين المواقع الإباحية وتتحدثين مع الشبان... نقول: ليس من شك في أن هذا لا يليق بالمسلمة التي تريد ثواب الله والدار الآخرة، لكن ما ذكرته من شدة الندم والخوف من أن تموتي على هذه الحال، ومحاولة التوبة والاستغفار هو أمر حسن أيضاً، واعلمي أن التوبة إذا توفرت شروطها من الندم والإقلاع عن المعصية والعزم أن لا يعاد إليها كانت مقبولة عند الله، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبد ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك.. أي: ما دمت تتوب توبة نصوحاً مستوفية الشروط، سالمة من موانع القبول.

والذي يمنع من قبول التوبة هو أن يفعلها الإنسان وفي نيته أن يعود إلى ذلك الذنب، فننصحك أيتها الأخت الكريمة بأن تقطعي الصلة بالإنترنت فالظاهر أنه سبب كبير في ما أنت فيه، وأن تبحثي عن صديقات صالحات يقربنك من الله ويبعدنك عن أماكن الإثم والمعصية، وأن تواظبي على الدعاء في أوقات الإجابة بأن يصرف الله عنك هذا الجموح، وحاولي أن ترجعي إلى الله بقلبك ولسانك معاً، وابحثي عن رجل تتزوجين به ويعفك ويسترك وليكن ذلك البحث بالطرق الشرعية كأن يسعى وليك في عرضك على بعض الشباب الصالحين.

وراجعي في العادة السرية وفيما يساعد على التخلص منها الفتوى رقم: 5524.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني