الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرأة لها زوج واحد في الجنة

السؤال

ذكر الله تعالى فى مواقع عديدة من القرآن عن تمتع الرجال بالحور العين وذكر الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم أن للرجل فى الجنة 40 من الحور العين ، وسؤالى هو إذا كانت هذه مكافأة الرجال فى الجنة ومتعتهم ، فماذا جعل الله تعالى من أجل النساء ومتعتهم فى الجنة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأولاً: ورد في الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في أهل الجنة:" لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين ، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن".
وروى أحمد والطبراني وحسنه ابن حجر عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "للشهيد عند الله سبع خصال… ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين" ولم نقف على حديث يفيد أن المؤمن يعطى أربعين امرأة من الحور العين.
ثانياً: إن المرأة في الجنة تتمتع بزوج كما يتمتع الرجل بالزوجات ، فلا يوجد في الجنة أعزب ، كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وما في الجنة عزب " قال ابن منظور في لسان العرب: العزاب هم الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء. وقال الله عز وجل: (إنا أنشأناهن إنشاء *فجعلناهن أبكاراً *عرباً أتراباً)[الواقعة:35-37] أي نساء الدنيا يعيد الله نشأتهن ، بعدما كن عجائز رمصاً ، صرن أبكاراً عرباً ، أي بعد الثيوبة عدن أبكاراً عرباً ، متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة، إلا أن الله عز وجل ميز الرجل فأعطاه من نساء الدنيا ومن الحور العين ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، كما أن للجميع من المتع ما يشاؤون كما قال تعالى: (وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون)[الزخرف:71]
ومن المناسب هنا أن نرد على إشكال أثاره بعض الناس عندما سمع هذه الآية ، فقال: هذه الآية تدل على أن المرأة إذا اشتهت أن يطأها غير زوجها مكنها الله من ذلك. والجواب: أن اشتهاء المرأة غير زوجها لا يكون ، والدليل قول الله تعالى: (فيهن قاصرات الطرف)[الرحمن:56] قال ابن عباس وغيره: أي غضيضات الطرف عن غير أزواجهن ، فلا يرين شيئا في الجنة أحسن من أزواجهن.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني