الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المال المكتسب في دار الكفر

السؤال

أنا شاب عمري سبعة عشر سنة وأبي يقيم بدار الكفر من أجل العمل وسمعت أن هذا لا يجوز، علما أنه هو الذي ينفق علي. فهل المال الذي يكتسبه هناك حلال أم حرام؟ أفتونا مأجورين..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا تجوز الهجرة من بلاد المسلمين إلى بلاد غير المسلمين لمن لا يستطيع أن يقيم شعائر الدين، ولا يأمن على نفسه الوقوع في الفتنة، وذلك لما يترتب على السكنى بين ظهراني الكافرين من محاذير جسيمة ومخاطر عظيمة سبق بيانها في الفتوى رقم: 2007.

ويجوز للمسلم الإقامة بدار الكفر لحاجة ماسة أو مصلحة راجحة شريطة أن يأمن على دينه وخلقه ودين وخلق من هم تحت رعايته ومسؤوليته من زوجة وأبناء ونحوهم .

وعليه؛ فإذا لم تؤمن الفتنة ولم تكن هناك ضرورة فلا يجوز له الإقامة في دار الكفر ويجب عليه الهجرة إلى بلاد المسلمين.

وعليك أن تنصح والدك بذلك وتبين له أقوال أهل العلم بشأن ذلك مع مراعاة الأدب والبر به .

أما حكم المال الذي يكتسبه والدك في دار الكفر فهو حلال إذا كان مكتسباً من عمل حلال، وحرام إذا كان مكتسباً من عمل حرام؛ والإقامة في دار الكفر ليس لها تأثير في كسب المال من وجوه حلال، يقول الإمام الشافعي في كتاب الأم: مما يعقله المسلمون ويجتمعون عليه أن الحلال في دار الإسلام حلال في بلاد الكفر، والحرام في بلاد الإسلام حرام في بلاد الكفر . اهـ .

زادك الله حرصاً على طاعته ووفقك لحفظ دينك ووقاك من الفتن .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني