الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز لمن لم يحدد وقتا لفعل النذر تأخيره

السؤال

منذ 4 سنوات نذرت نذراً وهو أن لو أبنائي اجتازوا المرحلة الثانوية سوف أقوم بذبح خروف لكل واحد منهم على حدة وهما اثنان ولم أحدد وقتا للنذر، أولاً: هل قيامي الآن بالذبح جائز أم لا، ثانياً: لو تم الذبح فهل أهل البيت يأكلون من هذه الذبيحة، مع العلم بأني نذرت أنها لله، فأفيدوني برأيكم؟ جزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنذر إذا كان طاعة من جنس الطاعات التي شرعها الله عز وجل فإنه يجب الوفاء به؛ لمدحه سبحانه الذين يوفون بالنذر في قوله: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً {الإنسان:7}، ولقوله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ. رواه البخاري... ومن علق نذر الطاعة على حصول شيء فإنه يجب الوفاء بالنذر إن حصل الشيء المعلق عليه، وإلا فلا يجب على الناذر شيء في حال عدم تحقق الأمر الذي علق عليه.

وفي السؤال هنا إن كان الأبناء قد اجتازوا المرحلة الثانوية، فيجب ذبح خروف لكل واحد منهم، وإذا لم تكن صيغة النذر تقتضي الوفاء بالنذر فورا، ولم تحدد له زمنا فبإمكانك تأخيره إلى وجود فرصة مناسبة، والأولى المبادرة إلى الوفاء به مخافة حصول مانع يمنع من ذلك.

وأما عن حكم الأكل من النذر فإن كنت قد حددت له جهة كالمساكين فليس لكم أن تأكلوا منه وإن لم تحدد له جهة جاز لكم الأكل منه عند بعض أهل العلم كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 107402، والأولى ترك الأكل من النذر خروجاً من الخلاف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني