الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي عن الخوف، أختي تخاف حلما رأته لأنها سألت زوجها عن تفسير الحلم وفتح هو كتابا لتفسير الأحلام لا أعرف اسم الكتاب، وقال لها معنى ذلك الحلم أنها ستقترف جرماً عظيماً، علما بأن أختي كانت قد وضعت أول مولود لها آنذاك، ولا تزال تخاف من ذلك الحلم، وذلك الخوف يأتيها فترات متباعدة وخصوصا عندما تكون وحيدة، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من رأى رؤيا مكروهة ينبغي له أن يكتمها ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره، وأما تعبير الرؤيا ممن لا علم له بالتعبير بل بمجرد النظر في كتب تعبير الأحلام فإنه لا يجوز كما صرح به أهل العلم، فلا يجوز التلاعب أو التهاون بأمر تأويل الرؤى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة. رواه الشيخان.

قال ابن عبد البر في التمهيد: قيل لمالك رحمه الله: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: أبالنبوة يلعب؟ وقال مالك: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيراً أخبر به، وإن رأى مكروهاً فليقل خيراً أو ليصمت، قيل: فهل يعبرها على الخير، وهي عنده على المكروه لقول من قال: إنها على ما أولت عليه؟ فقال: لا، ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة. انتهى.

فلا يصح الاعتماد على الكتب في تأويلها، فإن الرؤيا تختلف باختلاف الحال والزمان والمكان، فلحال الشخص أثر كبير في تفسير الرؤيا، فقد يرى اثنان نفس الرؤيا ويكون تفسيرها مختلفاً باختلاف الحال، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7314، 40637، 41552، 41233.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره. رواه الشيخان.

ففي هذا الحديث الشريف ذكر ما ينبغي لأختك فعله، من التعوذ بالله من شر ما رأته في منامها ومن شر الشيطان، فإنها إن شاء الله لا تضرها، وهذا يتطلب حسن الظن بالله وتجريد التوكل عليه، وصدق اللجوء إليه والاستعانة به سبحانه..

ونوصيها كذلك بكثرة الصلاة والدعاء والذكر، واستعمال الرقية الشرعية، مع لزوم تقوى الله تعالى في السر والعلن، فإن من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن حفظه حفظه ولم يكله إلى غيره، كما قال الله تعالى: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {آل عمران:120}، وقال عز وجل: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:2-3-4}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك. رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح وصححه الألباني... وقد سبق الكلام على أنواع الرؤى والآداب المتعلقة بكل نوع في الفتوى رقم: 4473، كما سبق بيان علاج الخوف والقلق في الفتوى رقم: 64507، والفتوى رقم: 65730.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني