الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواب شبهة حول إخفاء الذنب والاستتار بستر الله

السؤال

أريد التحدث عن جريمة الزنا والتوبة منها لأنها ليست كبقية الذنوب والخطايا وقد قرأت في موقعكم عن الكثير من الفتيات والزوجات اللواتي وقعن فيها وأنكم كنتم ترشدونهن الى التوبة والستر على أنفسهن وعدم الإفصاح إن كان هذا للخاطب أو للزوج أليس هذا نوعا من أنواع الخداع والغش وخاصة للزوج ( يا غافل لك الله ) أليس من حق الزوج على زوجته أن يعرف كل شيء عنها وله بعد ذلك الخيرة في أن يطلقها أو يبقيها وذلك بعد توبتها وكيف ترضى هي لنفسها أن تنام مع رجل غشته وخدعته ولوثت شرفه وعرضت سمعته لأقوال الذين زنت معهم فكم هذا الأمر صعب وكم هو أليم وكذلك بالنسبة للخاطب الذي سيكتشف أمرها بعد الزواج فلو أنها أخبرته بقصتها قبل ذلك، وعلى كل حال سيكتشف أمرها فلماذا لا تخبره عن جريمتها وهو بعد ذلك يختار وما يدرينا أن تلك النسوة سيثبتن على توبتهن وخاصة بعد أن تعودت نفسهن الأمارة بالسوء على المتعة الجنسية وكما نعلم أن الإقلاع عن الذنب في غاية الصعوبة وخاصة فيما يتعلق بمتعة الجسد ولماذا لا نطبق عليها الحد الذي وضعه لنا الله سبحانه وتعالى لتكون عبرة لغيرها من النساء، وأريد منكم معرفة أن التائب من هذا الذنب الذي استمتع لفترات من حياته بالحرام هل يتساوى مع الذي لم يزن وجاهد نفسه عن التمتع بالحرام بالأجر والثواب وأمضى حياته في مرضاة الله سبحانه وتعالى، وعذراً لإطالتي وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما بيناه في الفتاوى المشار إليها من حث العصاة على التوبة والستر هو ما جاء به الشرع المطهر المنزل من عند الحكيم الخبير، أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ، وليس في ستر الزوجة على نفسها إذا وقعت في الخطأ غش وخداع للزوج لأن إعلام الزوج بالخطأ لا يغير من واقعه، فإما أن يمسكها ويبقى معذب الضمير شاكا فيها ما بقي من حياته أو يطلقها ويهدم أسرته ويشتت عياله في خطأ ربما تابت هي منه وحسنت توبتها، وكذلك الزوج لو وقع في الخطأ، يقول صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستغفر الله جل وعلا. رواه الحاكم وصححه السيوطي.

فالأولى لمن وقع في الخطأ زوجا كان أو زوجة أو غيرهما أن يتوب إلى الله تعالى ويستتر بستره ولا يفضح نفسه.

كما أنه لو أعلن كل إنسان خطأه فإن ذلك يهدم الفضيلة وينشر الرذيلة ويهونها على الناس.

وأي امرأة أذاعت خطيئتها فإن ذلك يدنس عرضها وعرض زوجها وأهلها ويعرض أبناءها للشك والتهمة في نسبهم فهل يكون ذلك أولى أم تستر نفسها من لحظة أغواها الشيطان فيها ثم عادت إلى رشدها وندمت على خطئها فينمحي ذنبها بالتوبة ولو أعلنته ما انمحت معرته ولطارت سبته في الآفاق.

والتوبة من الزنا أو غيره ليست صعبة على من وفقه الله إليها، واستتر بستر الله عليه، بل ستر الذنب أدعى للتوبة منه من المجاهرة به، وحسبنا في حكمه الاستتار بستر الله وفضيلته حث الشارع الحكيم عليه، وراجع للمزيد من الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1095، 112794، 33669.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني