الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجرة أصحاب هذه الكفاءات يضر كثيرا بأمة الإسلام

السؤال

قرأت في موقعكم عن فتاوى العمل في بلاد غير المسلمين. ولكن عندي سؤال أنا مهندس طيران وكما تعلم فإن في بلادنا هنا العربية مجال العمل متدن بشكل كبير.
فهل يمكنني العمل أو الإقامة في بلاد غير مسلمة بينها وبين الدول الإسلامية حروب حالية كما هي الحال في الدول التي تبعث جنود في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول الإسلامية المحتلة للعمل في بلاد لا تحارب المسلمين الآن ؟
علما بأنه في اغلب الدول الغربية ولله الحمد جاليات إسلامية لا يستهان بها تكون سببا للمرء في الحفاظ على دينه.
وعلما بأن ما سأعمل فيه إن شاء الله سيكون خيرا للناس لا شرا عليهم.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على اهتمامك بالدخول إلى موقعنا ونسأل الله أن ينفعك بما فيه ونسأله سبحانه أن يقدر لك الخير حيثما كنت. وأما بخصوص موضوع العمل فقد بينا من قبل أنه لا يباح العمل والإقامة في بلاد غير إسلامية إلا بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى فتنة، وبشرط التمكن من إقامة شعائر الدين، وما دمت على كفاءة للعمل في المجال الذي تريد أن تعمل فيه فالذي نراه لك هو الاجتهاد في البحث عن عمل في بلد من بلاد المسلمين، فالمسلمون في حاجة إلى مثل هذه الكفاءات، وهجرة أصحاب هذه الكفاءات إلى الدول الأخرى قد يضر كثيرا بأمة الإسلام، ورأينا من ينادي الآن ويشجع على عودة مثل هذه الكوادر لتنتفع بهم الأمة.

وليس صحيحا إطلاق القول بأن العمل في البلاد العربية أو الإسلامية متدن؛ بل يوجد في بعض هذه البلاد كثير من الخير والأجور المغرية، وعلى فرض أن الأجور في تلك الدول أكثر فيوجد بعض الأمور التي قد يذهب فيها جزء كبير من هذه الأجور كالضرائب ونحوها. وينبغي أن لا يغيب عن بال المسلم أن أمر الرزق بيد الله تعالى، وأن المال ليس كل شيء في الحياة بل هنالك كثير من المصالح التي يحتاج إليها المسلم في حياته وقد يفتقدها في تلك البلاد، وكم رأينا ممن عاش أولا في تلك البلاد ثم رجع ورضي بالدون من الأجور بسبب ما أحس من حاجة إلى تحقيق مثل تلك المصالح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني