الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إتلاف صور الأعراس التي تظهر فيها المرأة بزينتها

السؤال

أنا فتاة محجبة في حفل الحناء عند أهلي كان التصوير مقصوراً على أهلي ولم نسمح لأي من الأقارب بالتصوير، عند أهل زوجي رغم أنني اشترطت عليهم الحرص في الصور فقد ذهبت صوري لبيوت القاصي والداني وبعد الفرح طلبت منهم الصور (الأصل والنيجاتيف) فأعطوني بعضها واحتفظوا بالبعض، هم يحترمون رأي رجال الدين والرأي الشرعي في هذا الموضوع وأريدك أن توجه لهم نصيحة بالخصوص وتحديداً عن حقي في الحصول على جميع الصور لأنني أظهر بزينتي وبدون حجاب أو على الأقل تمزيقها أمامي أو حرقها لأضمن التخلص منها، وهل عليهم إثم إن لم يعطوها لي، وهل علي إثم إن امتنعوا، هذا أمر يشيع في بلدنا بسبب قلة الوعي الديني فأفيدونا أفادكم الله وأفاد جميع المسلمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق لنا أن بينا في عدة فتاوى حرمة تصوير حفلات الأفراح إذا كان فيها نساء، وبينا علة التحريم كما في الفتوى رقم: 27616، والفتوى رقم: 57952.

والواجب على من عنده صور للسائلة -سواء كان رجلا أو امرأة- أن يتقي الله تعالى ويتلفها لأن بقاءها مظنة أن يطلع عليها الرجال وهذا أمر محرم، كما أن الشريعة جاءت بطمس صور ذوات الأرواح لا بالاحتفاظ بها، وقد ذهب كثير من العلماء المعاصرين إلى أن الصور الفوتوغرافية لذوات الأرواح تدخل في الصور المحرمة في الأصل والتي يجب طمسها، ولا خلاف في وجوب ذلك إذا كانت الصور تشتمل على أمر محرم كظهور المرأة متبرجة بزينتها.

فنوصي أقارب السائلة ممن عنده صور لها بالمبادرة إلى إتلاف تلك الصور أو تسليمها للسائلة وتتولى هي إتلافها حتى يطمئن قلبها، ومن ستر مسلماً ستره الله تعالى، والله ستير يحب الستر ويستر أهل الستر، ونوصي السائلة أيضاً بتقوى الله وأن لا تتهاون في مسألة التصوير في الحفلات مستقبلاً حتى ولو ظنت أن المكان آمن فنحن في زمن يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه، فقالوا: وكيف بنا يا رسول الله، قال: تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم... رواه أحمد وابن ماجه وأبو داود واللفظ له.

ومن امتنع من تسليم تلك الصور فهو عاص فيما نرى، لا سيما إذا اطلع عليها الرجال، وإذا تابت الأخت السائلة فنرجو أن يغفر الله لها زللها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني