الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لمس الحائض كلمس غيرها

السؤال

1-هناك أزواج يعترفون أن زوجاتهم لا ينقضن وضوءهم فيلمسونهن لمسات بريئة ويشاركونهن أغراضهن"كالمنشفة و المشط...الخ", ولكن عندما تحيض يعتبرونها نجسة, فيتنقض وضوءهم بلمسهن وكذلك أغراضهن تكون نجسة "المنشفة و المشط...الخ" لذا عليهم الاغتسال في حال استعمالها, أو غسل الأغراض قبل استعمالها.. فما رأي الدين في ذلك؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن مجرد لمس الرجل لبشرة المرأة مختلف فيه: هل ينقض الوضوء أم لا؟ والراجح الذي يشهد له الدليل هو عدم النقض به، ما لم يخرج من المحل مذي، ولا فرق بين أن تكون الزوجة في حالة حيض أو في حالة طهر، أما اجتناب أغراض الحائض من منشفة أو مشط أو غيرهما، واستقذارها وجعل ذلك كله نجساً فهو من عمل اليهود، لأنهم كانوا يتشددون في معاملتها، فيعتزلونها في الأكل والشرب والنوم، وكان النصارى على النقيض منهم فكانوا لا يفرقون بين الحائض وغيرها في أي شيء، فجاء ديننا باليسر والنظافة والوسطية فأباح مخالطة الحائض ومجالستها، بل والاستمتاع بها فيما دون الوطء، وحرم منها الوطء في موضع الأذى. والحاصل أن لمس الحائض كلمس غيرها وأن أغراضها المذكورة لا يجب غسلها، كما لا يجب الاغتسال على مستعملها، بل إن هذا كله من الغلو في الدين والإفراط المذمومين، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اصنعوا كل شيء إلا النكاح" رواه مسلم. يعني مع الحائض، وقد صح أنه صلى الله عليه وسلم كان يباشر أهله في هذه الحالة إذا ائتزرن، وثبت أنه كان يتكئ في حجر عائشة - رضي الله عنها- وهي حائض فيقرأ القرآن، رواه مسلم وفيه أيضاً عن -عائشة رضي الله عنها - قال: كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي - صلى الله عليه وسلم - فيضع فاه على موضع فمي وهذا يدل دلالة واضحة على طهارة بدن الحائض.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني