الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاغتسال إذا تأخر خروج المني عن وقت الشهوة

السؤال

يخرج منّي سائل غريب، لا أظنه مذياً ولا ودياً، بل شبيه جداً بالمني، ولكن ليس بسبب جماع أو احتلام، إنما بعد فترة قصيرة من حصول الشهوة، حيث إنني عندما تسيطر الشهوة عليّ أشعر بانقباض في الخصيتين شبيه بذلك الذي يحدث قبل خروج المني، ولكن لا يخرج مني في نفس اللحظة أي شيء، إنما بعد يوم أو أكثر عند دخول بيت الخلاء -أعزكم الله- أفاجأ بهذا السائل يخرج مني، فلا أعلم ما حكمه، وهل يوجب الطهارة، علماً بأنني لا أستطيع أن أجزم ماهيته من طبيعته فهو لا ينبئ بخبر يقين عن تكوينه... فأخاف أن يكون هذا منياً تكون أثناء الشهوة، واحتبس في داخلي وبعد فترة بسيطة خرج؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في فتاوى كثيرة الفرق بين المني والمذي والودي بما يزول به اللبس في تحديد ماهية الخارج من الذكر، وانظر لذلك الفتوى رقم: 19559، والفتوى رقم: 80856.

فإذا كان الخارج منك منياً، فالواجب عليك الغسل متى خرج منك، وإن تراخى ذلك عن وقت حصول الشهوة، فإن الغسل إنما يجبُ بخروج المني، لقوله صلى الله عليه وسلم: الماء من الماء. أخرجه مسلم. ولأمره صلى الله عليه وسلم المرأة أن تغتسل إذا رأت الماء. متفق عليه.

وأما إذا لم يكن الخارج منك منياً، وكان ودياً أو مذياً فالواجب عليك الوضوء فقط، بعد تطهير المخرج وغسل ما أصاب البدن والثياب منه، وإذا شككت فغلب على ظنك أحدُ الأمرين، عملت بغلبة الظن، تنزيلاً للظن منزلة اليقين، وقد بينا ما يفعله من شك هل خرج منه مني أو مذي في الفتوى رقم: 118947، والفتوى رقم: 64005.

وأما إذا شك بين ثلاثة أشياء وهي المني والمذي والودي فإنه لا يلزمه الغسل لأن الشك بين ثلاثة أشياء يصير كل واحدة منها وهماً، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 61314.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني