الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ممارسة الصغير للعادة السرية

السؤال

أنا أمارس العادة السرية من فترة، ولكني لم أبلغ بعد. فما حكم فعلها لغير البالغ؟ وكيف أتوب إذا كان علي ذنب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في فتاوى كثيرة حرمة ممارسة ما يسمى بالعادة السرية، فراجع على سبيل المثال الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 2179، 7170 .

وإذا لم يظهر على الذكر أو الأنثى علامات البلوغ، كالاحتلام ونبات الشعر الخشن على العانة، والحيض والحمل للمرأة، حتى يصلا إلى سن الخامسة عشر، فإنه يحكم ببلوغهما، وهذا هو مذهب الجمهور كما بينا في الفتويين رقم: 10024، 18947فراجعهما للأهمية.

ثم إنه مع كون الإثم لا يلحق إلا البالغ كما بينا في الفتويين رقم: 25575،5074، إلا أن تعودك على هذه العادة السيئة من الآن من العبث بنفسك فيه ضرر كبير عليك مستقبلا وتفويت لكثير من الخيرات، ثم إن الصغير وإن لم تكتب عليه سيئة إلا أنه تكتب له الحسنات، وترك هذه العادة امتثالا لأمر الله يدخلك في صفة أصحاب الجنة الذين وصفهم الله بقوله: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ... إلى أن قال: أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {المؤمنون: 5-11}.

وكذلك ترك هذا العبث من التعفف وهو من صفات من ضمن لهم النبي صلى الله عليه وسلم الجنة، فقد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ. رواه أحمد وحسنه الألباني.

فاستعن بالله وسوف يعينك سبحانه على التخلص من ذلك، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ. رواه البخاري ومسلم.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 1087، 2283، 5524، حتى تعلم الأضرار الشرعية والطبية المترتبة على ممارسة هذه العادة حتى يسهل عليك تركها الآن قبل أن تزداد شهوتك ولا تستطيع.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني