الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم زيادة كلمة (وتعاليت) في الذكر المسنون بعد الصلاة

السؤال

إخواني أصحاب موقع إسلام ويب أرجو الرد علي عاجلاً أنا أرى بعض البدع والأخطاء في الصلوات مثل قول تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام تعاليت زيادة بدعة وبعضهم يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام وعليك السلام وأرى أناسا كثيرين يخطئون وأنا قررت أن أعمل لوحة أعلقها في المسجد، ولكن لا أدري ماذا أكتب فيها أريد منكم أن تضعوا بعض الأخطاء والبدع المنتشرة لكي أضعها ولكي تحارب البدع، وأسأل الله لكم الأجر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته من كون زيادة (وتعاليت) غير مسنونة في الذكر المذكور كلام صحيح، فإن لفظ الحديث الذي أخرجه مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، قال الوليد: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: تقول: أستغفر الله أستغفر الله.

فالأولى والأفضل بلا شك لزوم الألفاظ الواردة، وعدم الزيادة على المأثور، ولكن ليس مجرد ذكر هذه اللفظة (وتعاليت) مما يعد من البدع فإن هذه اللفظة قد وردت في أحاديث أخرى كدعاء القنوت وغيره، قال الشيخ عبد الله بن جبرين: بعد السلام يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، قبل أن ينصرف ويقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، يزيد فيها بعض العامة: تباركت وتعاليت. ما وردت هذه الكلمة، ولو كانت واردة في دعاء القنوت (تباركت ربنا وتعاليت) لكن الاقتصار على ما ورد أولى. انتهى.

وما أنكرته من قول بعض المصلين وعليك السلام، فأنت مصيب فيه كذلك.. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن مثل هذا القول، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نقول قبل أن يفرض التشهد: السلام على الله، السلام على جبريل وميكائيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا هكذا، فإن الله عز وجل هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله. رواه النسائي وصححه الألباني..

وكونك تريد عمل لوحة تبين فيها للناس بعض المخالفات والبدع أمر حسن مشروع، لما فيه من نشر العلم والدعوة إلى الله عز وجل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأما بيان المخالفات التي يقع فيها العامة في الصلاة فأمر يطول جداً، ولا تتسع له هذه الفتوى المختصرة، وبخاصة ونحن لسنا على دراية بطبيعة المخالفات التي ترتكب في هذا المسجد، فإن ذلك يختلف من مكان لآخر، وقد ألفت في هذا الباب مؤلفات كثيرة، مختصرة ومطولة، ومن أجمعها فيما نرى كتاب القول المبين في أخطاء المصلين للشيخ مشهور بن حسن السلمان، فيمكنك إذا راجعت هذا الكتاب أو غيره من الكتب المؤلفة في هذا الموضوع أن تقف على بعض المخالفات التي ينبغي تنبيه الناس عليها، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني