الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل الصالح ليس محصورا في الشعائر التعبدية

السؤال

أنا شاب انغمس في كثير من أعمال الدنيا في كثير من الأحيان، حتى أني منذ شهر أرتب للزواج، وانشغلت في التجهيز وإعداد المسكن، إلا أني أشعر بضيق وأنني مقصر في حق نفسي، وفي الآونة الأخيرة بدا كل تفكيري في الزواج وسداد الديون حتى لا أكاد أذكر الآخرة إلا قليلا، وأسهو في صلاتي.
فهل هناك ضابط للأشياء الدنيوية؟ أرجو الإفادة؟ لأني حينما أشكو لإخوتي قسوة قلبي يقولون تلك مرحلة وستمر ولابد منها، وما دمت لا تقع في محرمات فلا يضيرك شيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن التقرب إلى الله تعالى بالعبادات ليس مقصورًا على أداء الشعائر من صلاة وصوم ونحوهما، بل إن أي عمل مشروع يؤديه العبد رجاء ما عند الله فهو عبادة، وإن كان العمل موافقًا للطبع محبوبا للنفس، مثل أن يقضي الرجل شهوته مع امرأته، ومثل الطعام والشراب والنوم وسائر المباحات، وانظر شمول مفهوم العبادة في الإسلام في الفتويين رقم: 19569، 4476.

وعلى هذا، فإن اشتغالك بأمور الزواج لا يكون من أمور الدنيا المحضة إذا لاحظت فيه إعفاف نفسك وإعفاف امرأة مسلمة، وتكثير سواد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك من فوائد النكاح، وإنجاب الذرية والقيام على تربيتها والنفقة عليها. وقل مثل هذا في الاهتمام بقضاء ما عليك من دين، والسعي في إرجاع الحقوق لأصحابها ـ فإن هذا مما يحبه الله تعالى ويرضاه وهو قُربة.

والواجب عليك أن تحذر من أن يشغلك الإعداد للزواج عن فروض الأعيان، أو عما تيسر من أعمال الخير التي تحفظ على القلب حياته كقراءة القرآن وذكر الله ونحو ذلك. ولمزيد فائدة حول أسباب جمع القلب وإحضاره في الصلاة، وحول وسائل وإرشادات لتقوية الإيمان، انظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 6598، 10800، 1208، 16610، 12744، 21743.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني