الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في طرد الحيوانات والحشرات من الأرض للسكنى فيها

السؤال

عندي قطعة أرض، وهذه الأرض يوجد بها نمل كثير صغير وكبير، ولا يستطيع أي إنسان أن يمشي بها، فأتيت وبنيت بهذه الأرض وكافحت النمل، ومن ذلك الوقت ـ إلى الآن ـ والمشاكل تتوالى علينا، علما أن هذا الكلام مضى عليه أكثر من 25 سنة وـ إلى الآن ـ يوجد بهذه الأرض نمل صغير، فهل علي ذنب، لأنني سكنت فوق النمل؟.
جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليك في البناء على أرضك، وطرد النمل منها ـ ولو أدى ذلك إلى قتله ـ وخاصة إذا كان في وجوده ضررعليك أوأذية لك، فإن النهي عن قتل النمل محمول على الذي ليس فيه ضرر ولا أذية، كما سبق بيان ذلك في الفتويين رقم: 16853، ورقم: 18356 ، وما أحيل عليه فيهما.

وعليك أن تعتمد على الله تعالى، وتلتزم بطاعته وأداء فرائضه، والمحافظة على الأذكار والأدعية المأثورة، وتتوكل على الله، وتعتقد جازماً أنه هو الذي يضر وينفع، وأن غيره لا يستطيع أن يفعل شيئاً من ذلك إلا بقضاء الله تعالى وقدره، وتحذر من الأوهام ووساوس الشيطان، فمجرد طرد النمل ومكافحته والسكنى في محله ليس فيه ذنب، فهذا عقبة بن نافع ـ رضي الله عنه ـ ومن معه من العلماء والقادة المجاهدين جاؤوا إلى أرض القيروان وهي غيضة مليئة بالوحوش والسباع والهوام فطردوها وبنوا على أرضها حتى قال المؤرخون: فبقيت أرض القيروان أربعين سنة لا يرى فيها شيء من الهوام. ولم يقل أحد أن عليهم ذنباً بطردهم لهذه الحيوانات والحشرات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني