الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد الانتقال من دار الكفر خوفا من الفتنة ويمنعه أبوه

السؤال

أنا فتى في السادسة عشر من عمري, كنت أعيش في فلسطين, كنت متدينا إلى حد ما, لكن أبي أجبرني أن أترك فلسطين و آتي إلى البلد اللعين أمريكا, بحيث يريدني أن أدرس هنا, لكن المشكلة أن هذا البلد كله حرام في حرام, فأصبحت أرى نفسي أقلّ تديناً من قبل, و أنا قلت لأبي بأني أريد أن أرجع إلى فلسطين, لكنه يرفض ذلك, و أنا أخاف على نفسي من الوقوع في الحرام, بحيث إنه سهل هنا فعله, لكن أبي يصر على إبقائي هنا. سؤالي هو: هل على أبي إثم لأنه أبقاني هنا و هو يعرف أني أفعل المنكرات, و أنا أرجوه أن يعيدني إلى بلدي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان أبوك يعلم أن بقاءك في بلاد الكفر سبب لفتنتك في دينك وارتكابك للمنكرات فلا يجوز له إلزامك بالإقامة هنالك، وهو يأثم بذلك لأنه متسبب في وقوع المنكر، والله تعالى قال: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. {المائدة: 2}.

ولا يجوز لك طاعته في ذلك، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وتأثم أنت أيضا بطاعتك لأبيك فيما لا يرضي الله تعالى وبفعلك لهذه المنكرات. فيجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى.

وينبغي أن تحاول إقناع أبيك بالموافقة على انتقالك لإكمال الدراسة في بلدك المسلم أو في أي بلد آخر، فإن وافق فالحمد لله، وإلا فالواجب عليك الهجرة ولو لم يرض أبوك بذلك إن كان في إمكانك أن تهاجر، فقد نص الفقهاء على أن الهجرة من بلاد الكفر واجبة في حق من يخشى على نفسه الفتنة، وقد سبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 12829.

وإن لم تتمكن من الهجرة فالواجب أن تجاهد نفسك في ترك المنكرات والبعد عن أماكن الفتنة، وننصحك بالحرص على البر بأبيك والإحسان إليه على كل حال. حفظك الله وحفظ لك دينك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني