الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع الصدقة لكثرة الإلحاح وعدم الاستحقاق

السؤال

كان أحدهم يغسل سيارتي كل يوم وأعطيه أجرة حتى عرف بأني أكرمت شخصا آخر منافسا له حين ساعدته بمبلغ من المال وكان رجلا عفيفا. فبدأ صاحبنا يطلب المال باستمرار وبإلحاح ولجاجة دون ذوق، كل 20 يوما (أقل من شهر حتى) متحججا بأنه يعيل أيتاما (علما أنه لم يكن يعطي الأيتام باعتراف أمه التي شكت منه أنه يطلب المال بحجتهم دون أن يعطيهم ثم توفيت أمه غير راضية والله أعلم) ولم يمنعه من الطلب وبلجاجة أن المال ليس متهيئا طول الوقت أو أني أمرّ بضائقة مالية مثلا.
فهل أوقف مساعدته أم أأثم بذلك؟
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم جميعا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذم الإسلام سؤال الناس عموما، وحث على التعفف عما في أيديهم، ورفع الحوائج لله تعالى. وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم من تحل لهم المسألة، فقال: إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، أو جائحة. رواه مسلم. وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 17909، 39228، 20195، 77671.

والذي يظهر من السؤال أن هذا الشخص ليس من هؤلاء، وأنه يجمع إلى هذا السوء إثم العقوق والكذب وأكل الأموال التي يأخذها باسم اليتامى ظلما. ومثل هذا لا ينبغي أن يؤتمن على شيء يوصله لغيره بعد أن عرف حاله، وأما أن يعطى هو ما يحتاجه فلا مانع، وإعطاء غيره من الفقراء المتعففين الدَّيِّنين أولى. وراجع للفائدة في ذلك الفتويين: 45055، 77671.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني