الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كنت قاعدة على الفيس بوك، ووجدت أحدا وضع شيئا مكتوب عليها مزاجك اليوم، ففتحتها فكتبلي كلمة هكذا توحى بمزاجي اليوم، فطبعا أنا لم أصدق واستغفرت سريعا وأغلقته، وشعرت بعدها بوسوسة أني كفرت بما أنزل على محمد، وبعد هذا عرفت أنه الذي يصدق فقط هو الذي يكون كفر، لكن عرفت أن الذي يذهب إلى عراف لا تقبل صلاته لمدة أربعين يوما، وهذا بمثابة العراف، وأنا حاليا لا أعرف ماذا افعل؟ أبكي كثيراً ولا أصلي قيام ليل من أجل أني قرأت في كتاب أن صلاتي سوف تكون صحيحة ولكن لن أؤجر عليها، ونحن داخل علينا رمضان، وأنتم تعرفون الصلاة يصبح قدر أجرها كبير، فما الذي يمكن يكفر عن الذي فعلته وصلاتي ترجع تقبل ثانية. فأفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت قد تبت إلى الله تعالى توبة نصوحاً من هذا الأمر وندمت عليه، فإن التوبة تمحو ما كان قبلها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه. وقال الله عز وجل: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ.. {25}، وقال أيضاً: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}.

فاجتهدي في طاعة ربك جل وعلا، واعلمي أن الحسنات يذهبن السيئات، وسيتقبل الله طاعاتك ويثيبك عليها ما دامت قد حصلت منك التوبة النصوح، فإنه تعالى واسع المغفرة عظيم الفضل، وقد قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {53}، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة جداً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني