الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية بغض المسلم لأجل معصيته لله

السؤال

هل يجوز لشخص أن يبغض شخصاً مسلماً في الله؟ نعلم أن هناك الحب في الله، فهل يبغض المسلم في الله؟
أبغض فيه تكبره على عباد الله بسبب منصب وصل إليه فأصبح يشدد على عباد الله في غير حاجة، ويستعلي عليهم ويعتبر نفسه فوق أي نقد أو محاسبة، ويتسلط على الناس إضافة إلى تأخيره للصلاة، أشعر أني أبغض فيه هذه الطباع في الله. فهل يجوز لي ذلك؟أفيدونا مأجورين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من علامات صدق الإيمان الحب في الله والبغض في الله، فقد روى الإمام أحمد في المسند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال قائل: الصلاة والزكاة، وقال قائل: الجهاد، قال: إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل الحب في الله والبغض في الله" حسنه الأرناؤوط.

وقال البخاري: "والحب في الله والبغض في الله من الإيمان"

قال العلماء: والحب في الله هو حب المؤمن من أجل دينه وعبادته لله وطاعته له وامتثال أوامره واجتناب نواهيه لا لقرابة أو مصلحة دنيوية ، والبغض عكسه، فالمؤمن يبغض العاصي بسبب معصيته لا لسبب آخر من تضارب المصالح أو الخلافات الشخصية.. وبحسب هذه المعصية يكون البغض، ويبغض الكافرين ويبرأ من كفرهم.

وعلى ذلك فإن كان سبب بغضك لهذا الشخص هو ما ذكر من التكبر وتأخير الصلاة.. وغير ذلك مما ذكرته من سوء أخلاقه، فهذا البغض من صميم الإيمان، فمن الواجب على المسلم أن يحب لله ويبغض له ويرضى له ويغضب له - كما قال الأخضري في مقدمته - وعليه أن يحكم الشرع في أموره كلها، فيحب المسلم بقدر ما عنده من الدين.. ويبغضه بقدر ما عنده من الفسوق والعصيان.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين رقم: 66090،125834 وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني