الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من الردة هل يشترط لصحتها أن يتوب من حقوق العباد

السؤال

هل التوبة من حقوق الله العظيمة جداً تستوجب التوبة من حقوق العباد وإرجاع الحقوق لهم كي تقبل التوبة من حقوق الله عند الله؟ أي أن رجلاً ارتد وتاب إلى الله هل يجب أن يتوب أيضاً من حقوق العباد وإيتاء حقوقهم وإلا لا توبة له من الردة إلا إذا ما تاب من حقوق العباد؟ القضية الثانية هي نفس القضية الأولى، ولكن بدل حقوق العباد الذنوب الصغيرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا وجوب التوبة من جميع الذنوب، وأن شروط التوبة إذا كان الذنب فيما بين العبد وربه ثلاثة: الإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، والعزم على أن لا يعود إليها، فإن فقد أحد هذه الثلاثة لم تصح توبته وإن كان للمعصية تعلق بحق آدمي يشترط فيها مع هذه الشروط شرط رابع وهو أن يبرأ من حق صاحبها وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 41851، 44389، 35312، 97510، وما أحيل عليه فيها للمزيد من الفائدة والتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم.

ولذلك، فإن من تاب من الردة - أعاذنا الله وإياكم منها - فإن توبته منها صحيحة ولو لم يتب من غيرها، قال الإمام النووي في الأذكار ورياض الصالحين: ويجب على العبد أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب وبقي عليه الباقي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني