الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تقع الردة بأمثال هذه النكات

السؤال

منذ بعض الشهور أشتغل بالاستهزاء بالدين، و لكن بقيَتْ لي بعض الضوابط الغامضة، أعلم أن سبب الكفر في الاستهزاء هو استهزاء بشيء من الدين. إذا سخر أحد من شكل شخص و ليس على شيء من الدين فهذا ليس كفراً. رغم ذلك أرى بعض نكات المسلمين لا أستطيع أن أرتّبها. من ناحية أظنها استهزاءً عن الدين ومن ناحية أخرى أظن أنها يمكن ألا تكون استهزاءً. هذا الارتياب يقودني إلى نوع خاص من الوساوس حتى أظن عن نفسي أني وقعت في الكفر بالاستهزاء هذا يُعجزني كثيرا!!! لذلك أسجل لكم بعض النكات التي لا أستطيع ترتيبها هل هي استهزاء عن الدين أم لا. أرجو أن تنصحوني في مشكلتي هذه و أن تشرحوا لي هذه المسألة بالتفصيل فيَزيل وساوسي.
النكتة الأولى: في مدينة عند المسلمين بطاقة سيم خاصة يعني من الجوال عند أحد من المسلمين سيم أخرى فيقول المسلمون الآخرون له: عليك أن تتوب على هذا!!!
الثانية: مسلم يصلي صلاة الفجر متأخرا جدا و لكن في وقت الصلاة هذا سمع مسلم آخر و قال له مزاحا: يؤذن للصلاة عندك مبكرا. مع أنه يصلي في وقت الصلاة.
الثالثة: مسلمان بحثا عن دكان و ما علم أحدهما أين الدكان فقال الآخر له: قلّد في مذهبي فنصلُ.
الرابعة: مسلمان في غرفة فيها طفلة أيضا لم تبلغ. فخرج أحدهما من الغرفة و قال للآخر و مزح: "كيف تكون مع امرأة في غرفة؟! هذا حرام!!"
الخامسة: أحد الإخوة له ابن صغير كان تعبان سمع هذا أخ آخر و قال: "هل تعب ابنك لأنه فسر و شرح و درس كثيرا؟
السادسة: أسبل ولد وعمره سنتان فقال أحد: "كيف تسبل هذا حرام" مزح
السابعة: قال مسلم للآخر الذي هو متزوج: "هل تزوجت ثلاث نساءك الأخريات؟
الثامنة: رمى مسلم على مسلم آخر بشيء فتلا آية الكرسي لأنه ورّى بأنه على خطر للرمي. هل يمكن أن تبينوا لي هذه النكات و أن تشرحوا لي أن هذه النكات استهزاء بالدين التي تنقل عن الدين أم لا؟
ما حكم الشخص الذي مزح بها و لكن ما علم أنها من الاستهزاء بالدين؟ و ما حكم هذا الشخص الذي يضحك لهذه النكات؟ جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لنا ولك العافية، فما دمت كثير الوسوسة كما ذكرت، فإننا ننصحك بتقوى الله أولاً وبعدم الاسترسال مع الوسوسة، ولا سيما في موضوع الاستهزاء. هذا وننصحك بالإعراض الكلي عن هذا الموضوع، فإن أنجع علاج للوسوسة هو الإعراض كما قال أهل العلم، فحاول أن تشتغل بمواضيع علمية أخرى وتٌقرأ فيها ما تيسر من نصوص الوحي على العلماء مع الاهتمام بحفظ النصوص ومدارستها والحوار فيها مع طلاب العلم واحذر من الانفراد بنفسك وإيراد الشبه على قلبك فذلك لا يزيدك إلا وسوسة.

وأما ما ذكرته من مسائل فليس من الردة ما لم يرد بها تعمد الاستهزاء بالدين؛ لأن الردة هي شرح الصدر للكفر؛ كما قال الله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. (النحل:106) . ومن دخل في الإيمان بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، ولكنه يتعين على المسلمين التحري في ألفاظهم ، وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 0136381، 95053، 58741 137826، 137096، 137074، 137818، 136813، 134722، 131591، 122926 .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني