الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز سب المسلم ولو كان من غير أهل بيت رسول الله

السؤال

أنا سيدة أخبرني زوجي أن نسبهم يعود للسيدة فاطمة الزهراء ولست متأكدة، وعندما أغضب أحيانا بشدة من أخت زوجي أسبها، ومن شدة الغضب أقول في نفسي لعنة الله عليها وعلي والديها وكل أجدادها وأصلها، فيأتيني خاطر في داخلي أن أصولها من آل البيت، ولكني أرد في نفسي أن هذا النسب غير أكيد، وأنه من المستحيل أن أقصد الرسول العظيم وآل بيته، ودائما يحصل هذا الموقف وأكرر نفس السباب، مع العلم أني كنت أجهل أن آل البيت يشملون كل ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم في وقتنا الحاضر، وعندما علمت استغفرت الله على سبي لأخت زوجي لأنها من آل البيت، وتبت أيضا من سب أي مسلم لأنه فسوق. ومشكلتي أنه أصابني وسواس قهري في العقيدة يقول لي إنك تتلفظين بسب أصلها وأنت تعلمين أن الأصل هو الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا كفر ـ والعياذ بالله ـ وهذا الوسواس يسيطر علي لدرجة عظيمة في هذا الأمر. مع العلم أنني أعظم وأحب الرسول كثيرا حتى أنني أكاد أصاب بالغثيان إذا سمعت أن شخصا سبه ـ والعياذ بالله ـ فهل وقعت في هذا يا ويلي دون أن أقصد أو أريد؟ وإذا كان ـ والعياذ بالله ـ فهل عقد زواجي باطل كل السنوات الماضية؟ أفيدوني فإني في ضيق وكرب شديدين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أنه يجب على المسلم أن يحفظ لسانه عن قالة السوء وسب الناس والنيل من أعراضهم، وراجعي في فضل حفظ اللسان وفي خطورة إطلاق العنان له بالسوء الفتوى رقم: 96419.

فلا يجوز سب المسلم أو أصوله أو فروعه ولو لم يكونوا من أهل البيت فضلا عن أن يكونوا منهم، فلم يكن يجوز لك سب تلك المرأة أو آبائها سواء كانت من أهل البيت أو لا، لكونهم من جملة المسلمين ولا تجوز أذيتهم، وما دمت عرفت خطأك وتبت إلى الله تعالى منه فنسأل الله أن يقبل توبتك، ومن رحمة الله بعباده أنه لا يؤاخذهم بحديث النفس حتى يظهروا ذلك قولا أو عملا، فقد ثبت في السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه ولم أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل. متفق عليه.

وأما هذه الوساوس فأعرضي عنها ولا تلتفتي إلى شيء منها، فأنت بحمد الله على ملة الإسلام، فلا تسمحي للشيطان أن يبذر في قلبك بذور الشر، ويلقي فيه هذه الوساوس، فإنه يريد بها أن يحول بينك وبين الخير، ويحول حياتك إلى شقاء وعناء، فاطرحي عنك هذه الوساوس جملة، ولا تعبئي بها البتة، وكلما ألقى الشيطان في نفسك شيئا منها، فجاهدي نفسك في الإعراض عنه، وتعوذي بالله من الشيطان الرجيم. واعلمي أن هذه الوساوس لا تضرك، بل إنك تؤجرين على مدافعتها ومحاولة التخلص منها، وانظري الفتويين رقم: 51601 ورقم: 147101

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني