الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لعل حكمة جعل الطائف البيت على يساره ليكون قلبه إلى جهة البيت

السؤال

لماذا أرى الناس في مكة عند الطواف يذهبون من اليسار إلى اليمين أرجو الإجابة بأدلة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فجعل الكعبة عن يسار الطائف شرط لصحة طوافه عند جمهور العلماء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما طاف جعل البيت عن يساره، كما في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال "لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة أتى الحجر فاستلمه، ثم مشى على يمينه - أي يمين النبي صلى الله عليه وسلم - فرمل ثلاثاً ومشى أربعاً" ومن استلم الحجر ثم مشى عن يمينه للطواف يكون البيت عن يساره ولا بد، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "خذوا عني مناسككم" رواه مسلم . وهذا القول هو الراجح لأن الطواف عبادة هكذا شرعت فلا يجوز تغييرها.
والحكمة في ذلك هي ما أشار إليه صاحب مواهب الجليل وغيره حيث قال "فائدة: حكمة جعل الطائف البيت على يساره ليكون قلبه إلى جهة البيت وقال في الذخيرة " فلو جعله - البيت - عن يمينه لم يصح ولزمته الإعادة، لأن جنبي البيت نسبتهما إليه كنسبة يمين الإنسان ويساره إليه، فالحجر موضع اليمين لأنه يقابل يسار الإنسان، وباب البيت وجهه، فلو جعل البيت على يمينه لأعرض عن باب البيت الذي هو وجهه، ولو جعله على يساره أقبل على الباب، ولا يليق بالآداب الإعراض عن وجوه الأماثل، وتعظيم بيت الله تعظيم له - أي الله - " انتهى.
وذهبت الحنفية إلى أن جعل البيت عن يسار الطائف واجب وليس بشرط، فمن طاف به جاعلاً البيت عن يمينه وجب عليه إعادة الطواف ما دام بمكة، فإن رجع إلى أهله من غير إعادة لزمه دم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني